الأحد، 21 مايو 2017

أساطير النجوم، كوكبة الدب الأكبر

تقع كوكبة الدب الأكبر في سماء نصف الكرة الأرضية الشمالي، وتسمى باللاتينية "Ursa Major". وهي أكبر مجموعة نجومٍ شمالية وثالثُ أكبر مجموعة نجومٍ على الإطلاق، إذ تحتل مساحة 1280 درجةٍ مربعةٍ. تتضمن الدب الأكبر عدداً من النجوم المميزة والمجرات اللامعة من عمق السماء، منها مجرة المروحة، ومجرة النذير، وسديم البومة.


الدب الأكبر في الأساطير الإغريقية والرومانية:
تبدأ الأسطورة مع كاليستو إحدى حوريات أرتميس ربة الصيد والطرائد التي أقسمت على العفة والطهارة أمام سيدتها.ولكن يراها زيوس (أو جوبيتر) ويقع في حبها، وحين تبتعد يوماً عن مجموعة الصيد يستغل زيوس الفرصة، فيتنكر بهيئة أرتميس ليقترب من كاليستو في غفلةٍ منها. بعد فترة من الزمن تُطرد كاليستو بشكلٍ مهينٍ من مجموعة الصيد بسبب حملها من زيوس، وتُنجب ابنها أركاس في الغابة وتربيه ليكون صياداً كأمه.

أخيراً تجد هيرا (أو جونو) زوجة زيوس الغيورة كاليستو، وتُحولها إلى دبٍ ثم تضعها في طريق أركاس بينما هو خارجٌ للصيد، لكي يقتل أمه بغير علم. لكن زيوس يختطف الدب الكبير (أو الدب الأكبر) ويرسله إلى السماء بين النجوم، وكذلك يحوّل ابنه أركاس إلى دبٍ صغير (الدب الأصغر) ويرسله إلى السماء.
يدفع الغضب الشديد هيرا إلى إقناع إله البحر أن يُحرّم على الدبين الاغتسال بمياه البحر، ولذلك نراهما يطوفان في القطب الشمالي من السماء دوماً دون النزول تحت خط الأفق أبداً.

أسطورة الهنود الحمر (من واسكو، وأوريغون)
قبل وقتٍ طويلٍ مضى، عاش خمسة ذئابٍ أخوةٍ وصديقهم القيوط معاً. وفي إحدى الأمسيات، نظروا إلى أعلى، ورأوا حيوانين بعيداً في السماء، وفكّر القيوط في طريقةٍ تسمح لهم بزيارتهما. جمع القيوط سهاماً كثيرة،ً وأطلق أحدها نحو السماء فعلق السهم هناك، ثم أطلق سهماً ثانياً نحو نهاية السهم الأول، وثالثاً نحو نهاية الثاني. وتابع إطلاق السهام الواحد تلو الآخر حتى صنع سلماً يصل إلى الأرض. تسلّق الذئاب الخمسة وكلبهم والقيوط أياماً ولياليَ كثيرةً حتى وصلوا السماء. اكتشفوا حينها أن الحيوانين هما دبّان رماديان، وجلسوا يتأملونهما. لكن القيوط تركهم ونزل السلم عائداً إلى الأرض، آخذاً معه السهام فيما هو ينزل لكي لا يعود أحدٌ منهم، وقال: "يبدو مشهدهم جميعاً جميلاً وهم يجلسون هناك".

بحسب الأسطورة يمكننا اليوم أن نرى الدبين الرماديين (النجمان المشيران*، الأبعد عن الرأس**)، والذئابَ مع كلبهم يجلسون إلى جانب الذئب الأكبر في وسط الرأس** جميعاً. عندما رأى القيوط مدى جمال المنظر، شكّل نجوم السماء الأخرى بأشكال صورٍ متنوعةٍ.

وفي حكايات أخرى تُمثل نجوم الجسم دباً كبير الحجم، وتُمثل نجوم الرأس الثلاث محاربين يطاردونه. ولأن الكوكبة تنخفض في السماء أثناء فصل الخريف فإن الحكاية تقول: إن دم الدب هو سبب تغير لون أوراق الأشجار إلى الأحمر في الخريف.

هامش:
* النجمان المشيران هما نجمان لامعان إذا رُسم خطٌ يصلهما ببعضهما فإن هذا الخط سيُشير نحو نجم القطب الشمالي.
** الرأس هو ثلاث نجومٍ تشكّل رأس الدب الأكبر وتعرف أيضاً باسم المقبض، بينما تشكّل أربع نجومٍ أخرى جسم الدب الأكبر وتعرف أيضاً باسم الوعاء.