الخميس، 18 مايو 2017

من لاجئ إلى مليونير وإمبراطور في عالم التجارة

في عام 2001، فرّ "مسفين غيتاهون" من الاضطهاد والاضطرابات السياسية في بلده إثيوبيا إلى مخيم كاكوما للاجئين في كينيا الذي يقع في منطقة قاحلة ومعزولة ونائية.


ولم يتخيّل أحد يومًا، حتّى هو بنفسه، أن يتحوّل من كنّاس إلى أكبر تجار الاستيراد والتجزئة براتبٍ شهري يصل إلى 10 آلاف دولار، ما مكنه من الحصول على لقب "المليونير".

ويعمل تحت إمرته 40 عاملًا من لاجئين وكينيين، لكن مسألة التوطين أربكت حساباته. فتم اختياره وأسرته للتوطين في الولايات المتّحدة. إنّه عرض يتمنّى تلقيه معظم اللاجئين، لكنّه وضع غيتاهون أمام مجموعة من التحديات، بما فيها جمع أصوله (نقوده)، الموزعة بين البنك المحلي والمخيم سواء كاستثمارات أو نقد، لينقلها إلى الخارج. كما أنه سيحتاج إلى وقت للعثور على شخص قادر على شراء تجارته.

ككل اللاجئين وصل غيتاهون إلى كينيا وهو لا يملك درهمًا، فسيكون من الصعب عليه أن يبيع تجارته ويبدأ من جديد. لكن من جهة أخرى البقاء في المخيم لا يضمن له الأمان.

وكانت أول وظيفة شغلها غيتاهون، الذي كان جنديًا سابقًا، في مخيم اللاجئين عامل نظافة في مقهى، حيث كان يحصل شهريا على 1000 شلن كيني (7.50 جنيه استرليني).

ويقول غيتاهون: "كنت أدخر المال، ثم استخدمته لجلب الدقيق، وبدأت ببيع الخبز".

وأدار فرنًا لسنوات قليلة قبل أن يقرر أن يفتح متجرًا لبيع مجموعة واسعة من السلع بأرباح قليلة.

غير أنّه مع وجود 200 ألف شخص في مخيم كاكوما، لاحظ غيتاهون أن ثمة فرصة تجارية أكبر، إذ يعتمد سكان المخيم على شركات يديرها لاجئون للوصول إلى سلع وخدمات لا تتوفر بالمساعدات الدولية، من بينها الأغذية المعلبة والشامبو واللوازم المدرسية والملابس والمقاهي وأدوات المطبخ ومنتجات التجميل والمطاعم والحانات واستوديوهات التصوير وغيرها.

هذا ويتسوق الكينيون ويتاجرون ويعملون أحيانا في المخيم، إذ تجذبهم أسعار التجزئة المنخفضة وفرص العمل.

ودفعت احتياجات المخيم الهائلة غيتاهون إلى تأسيس شركة تجارة بالجملة.

وهو رجل لا يخاف من المنافسة كما أنّه مؤمن ويقول إنّ نجاحه "هديّة من الله".