الأحد، 6 أغسطس 2017

كيف هي حياة أول عارضة أزياء إماراتية داخل بلدها؟

"كل جديد غريب.." هكذا طمأنت الشابة الإماراتية، رفيعة الهاجسي، نفسها عندما دخلت مجال عرض الأزياء منذ 7 سنوات، في مجتمع لم يكن ليتقبل قرار عملها بسهولة. 


اليوم، لدى الهاجسي أكثر من 155 ألف متابع على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام،" فضلاً عن تقديمها عدة برامج تلفزيونية، ودخولها عالم التمثيل إلى جانب أكبر الأسماء الخليجية، وعرض الأزياء على منصات أزياء محلية وعالمية، مثل زياد نكد وعائشة رمضان.

وتقول الهاجسي إن مجتمعها "رفض" قرارها لعرض الأزياء، خصوصاً وأن لقب "عارضة أزياء" كان جديداً آنذاك، ولكنها تقبلت هذا الرفض، إذ تفهمت أن المجتمع الإماراتي المتحفظ يحترم عاداته وتقاليده ويعمل على الحفاظ عليها دائماً، مضيفة: "بعد فترة وجيزة أصبحت الفكرة أكثر وضوحاً لديهم بأن هدفي هو عرض الأزياء ولكن باحتشام، لأنني أحترم عادتنا وتقاليدنا ولم أتخلى عنها. وبينما كان يشهد بلدي تطوراً كبيراً، ومشاريع عمرانية مزدهرة، كان لا بد أن يصل التطور هذا إلى كل المجالات، بما فيها مجال عرض الأزياء، وهذا ما حدث."

الحلم لا يبقى حلماً في عالم الهاجسي، إذ رغم كل الصعوبات التي واجهتها، تعمل الشابة دائماً على جعل أحلامها جزءاً من واقعها، حتى لو كان ذلك يعني تأخر تحقيقه بعض الشيء. وفي أولى سنوات عملها، اضطرت الهاجسي إلى رفض الكثير من فرص العمل، في محاولة منها للحفاظ على مبادئها وهويتها الإماراتية، التي لطالما كانت الأهم بالنسبة لها، حتى في مجال عملها.

وتشرح الهاجسي أن هدفها في بداية عملها في هذا المجال كان إبراز الزي الإماراتي التراثي وإيصاله للعالم، مؤكدة أن ما يميزها هو هويتها الإماراتية، التي تحترم وتفتخر بعادات وتقاليد مجتمعها مهما كانت.

ورغم أن الكثيرين يعتبرون أن الهاجسي متمردة، وتمكنت من كسر المعايير التقليدية، إلّا أنها تعتقد غير ذلك، قائلة: "أنا لا أصنف نفسي متمردة في محيطي، وإنما أواكب التطور ضمن حدود مجتمعي العربي." 

وتحرص الهاجسي دائماً على إيجاد حلول تتناسب مع الموضة والتطور من جهة، ومع مبادئها من جهة أخرى، رغم صعوبة الأمر في الكثير من الأحيان، إذ لا تجد دائماً تقبلاً أو تفهماً كبيراً من دور الأزياء العالمية تجاه معتقداتها ودقتها في اختيار أزيائها التي تتناسب معها و"تحافظ على اسمها ولقبها كفتاة عربية."

ورغم أنها اختارت مهنة جريئة، إلا أن النجاح من منظور الهاجسي، يتمثل في مقدار محبة الناس واحترامهم لها.

ولكن، هذا الأمر لا يُبعدها عن طموحها في تحقيق نجاح مهني، يأخذها إلى منصات دور الأزياء العالمية، مثل ديور وشانيل، التي هي في أعلى قائمة أهدافها حالياً، جنباً إلى جنب، مع هدفها في إيصال اسم بلدها إلى عالم الموضة، من خلال إبهار العالم بزيّها الإماراتي التراثي.

وتوضح الهاجسي أن "المرأة الإماراتية الحقيقية هي التي تسعى لترك بصمة جميلة تعكس صورتها كإمارتية مبدعة في بلدها وحول العالم."