الجمعة، 9 يونيو 2017

ماهو الحلم؟ كيف فسره القدماء وكيف تعامل معه العلم؟ تعرف على التفسير الحقيقي للحلم

بالطبع قد حدث أن حلمت في يوم من الأيام حلماً غريباً، أوكابوساً مخيفاً، وعندما استيقظت قد هرعت إلى رؤية تفسيره على الانترنت أوفتح كتاب “ابن سيرين” لترى تفسير الحلم الذي رأيته.


لكن هل فكرت يوماً في مدى صحة هذه التفاسير!

وهل هي منطقية أوتفسيرها منطقي ومقبول علمياً!

لنتعرف معاً على الحلم قديماً وحديثاً وكيف نظر إليه العلم.

الحلم في المفهوم القديم:

-وُجدت دراسة الأحلام على ألواح حجرية تعود إلى “سومر” أقدم حضارة بشرية، واعتقدت بعض الشعوب القديمة مثل الإغريق أن الأحلام هبة من الآلهة لكشف معلومات للبشر.

-يذكر “هيرودوت” أن اليونان وبلاد الإغريق كانت تحتوي في وقت من الأوقات حوالي 600 معبد مخصص للأحلام وتلمس الشفاء عن طريقها، وقد خلطت في معابد خاصة وسائل أخرى لتفسير الأحلام أوالتنبؤ_اذ اعتبروها شكلاً من أشكال التنبؤ_ مثل استعمال القرابين بواسطة الحيوانات المختلفة.

-نجد أن الكلمة الفرعونية التي تشير إلى الحلم مشتقة من اليقظة أوالاستيقاظ ويعكس ذلك الاعتقاد السائد في مصر القديمة، حيث يدخل الحالم إلى عالم مختلف عن الواقع اليومي ويصبح المستقبل مكشوفا لديه.

-في الموروث”السومري_الأكادي” الحلم خلق ليلي يتصل اتصالاً وثيقاً بالنوم والموت وتقع تجربة الحلم تحت تأثير الشيطان كأية تجربة ليلية.

-إن النظرية الصينية القديمة في تفسير الأحلام تقوم على المبدأ”الطاوي” وهو أن الذات الإنسانية تتألف من عنصرين هما ال”هوين” وال”بو”، والبو هو النفس المتعلقة بالجسد أما الهوين فيحل في الجسد عند الولادة، وفي حين ظل البو مرتبطاً بالجسد فإن الهوين يستطيع مغادرته في ظروف معينة ومنها حالة الأحلام، فيصادف أنفس أشخاص آخرين أوموتى وقوى فوق طبيعية.

تعريف الحلم:

إن التعريف الأكثر اعتماداً للحلم كما هو موجود في الموسوعة الحرة:
بأنه سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم وتختلف الأحلام في مدى تماسكها ومنطقيتها وتوجد الكثير من النظريات التي تفسر الأحلام.
علم النفس والأحلام:

-كان”أرسطو” أول من حاول تفسير الأحلام تفسيراً علمياً ويعد مؤسس وجهة النظر التي تعتبر الحلم حياة عقلية أثناء النوم حيث يقول:
“إن الأحلام ليست رسائل ترد علينا من العالم الآخر، وإنما الأحلام لون من النشاط النفسي يصدر عن النائم بحسب الظروف التي يكون عليها نومه”.

-وقد أدخل”أرسطو” عنصر التجريب لتكوين رأي واقعي عن الأحلام فيذكر أن الحالم قد يتعرض لمؤثرات وهو نائم فيجشم الحلم هذه المؤثرات ويضفي عليها المبالغة والتهويل، كأن يرى الحالم بأنه يغرق في البحر ليستيقظ ويرى بأن أحد أطرافه قد تعرض للبلل لسبب معين.

-أما”فيجانت” فيقول بصدد علاقة الحلم بالواقع:

“إن الحلم لا يبعد عن الواقع بل هو على العكس يعود بنا ونحن نيام إلى ما ابتعدنا عنه من شواغل اليقظة”.

الأحلام عند”سيغموند فرويد”:

-كان فرويد أول من وضع الأسس العلمية لتفسير الأحلام في كتابه الشهير”تفسير الأحلام” حيث ذهب فيه إلى أن الأحلام تنتج عن الصراع النفسي بين الرغبات اللاشعورية المكبوتة والمقاومة النفسية التى تسعى لكبت هذه الرغبات اللاشعورية.

-ويلعب الحلم عند فرويد وظيفة”حراسة النوم” وهو أي شيئ يؤدي إلى إقلاق النائم وإيقاظه.

-وقد شكل فرويد انطلاقة بدء فهم الأحلام علمياً وقد دعمه علماء كثيرون منهم”بورادخ” حيث أيد رأي فرويد وذهب إلى أن الحلم هو النشاط الطبيعي للنفس وهو نشتط لا يقيده طغيان الفردية ولا يوجهه للحكم الذاتي”.

ويعتبر علماء النفس أحلام اليقظة وأحلام النوم وظائف سيكولوجية تحدث في الأغلب عند سكون الحواس والعقل.

وأكثر أنواع الأحلام انتشاراً وتفسيرها من وجهة نظر علم النفس:

– الحلم بأنك ضائع أوعالق في مكان ما:

يدل هذا الحلم على الحيرة والضياع في اتخاذ القرار المناسب.

-الحلم بأن أحداً أوشيئاً ما يلاحقك:

يدل هذا الحلم على الشعور بالتهديد من شيئ خارجي أوشعور داكن يخالج النفس.
-الحلم بأنك تقع أو تغرق:

ينجم عن الشعور بعدم الأمان وفقدان الدعم في الحياة الواعية وكأنك على وشك الاستسلام أمام الضغوط والمشاكل.

-الحلم بأن أسنانك تسقط أومشوهة:

وهذا الحلم له تفسيرات عدة قد يعكس في بعض الأحيان حالة باطنية من القلق المتراكم وخصوصاً حول مظهرك الخارجي أونظرة الآخرين.

لذلك عزيزي القارئ، اعرف إلى أين تذهب في تفسير أحلامك ولا تقع في الحزن أوالخوف بأن حلمك سيتحقق إن كان سيئاً،فهو ليس بمرآة للمستقبل أوبمنجم تصدق كل تنبؤاته.