الأربعاء، 31 مايو 2017

هل قُتلوا بمواد مشعَّة أم على أيدي أشخاص.. جريمة ممر "دياتلوف" لغزٌ لم يحل رغم مرور 60 سنة

في عام 1959م، وقعت حادثة من حوادث القتل والاختفاء تعتبر هي الأكثر غموضاً في العالم، وإلى الآن لم يتم توضيح هذه الحادث بشكل كامل.


تم الكشف حينها عن تواجد 9 قتلى شباب في جبال الأورال في روسيا، ولا يزال ما حدث لهم غير واضح، بحسب موقع Tarih Komplo التركي.

وفي عام 1959م، تحديداً في ليلة من ليالي فبراير/شباط الباردة حيث كانت درجة الحرارة تصل إلى 30 درجة تحت الصفر، تم رصد حالة فرار مجموعة من المتسلقين بجبال الأورال خارج خيامهم.

تبدأ القصة عندما قرر فريق روسي مكون من 10 أشخاص الذهاب إلى جبال الأورال في شهر فبراير/شباط عام 1959م؛ من أجل قضاء عطلتهم. لكن يوري يودين وهو صديق لهم، لم يستطع الصعود إلى الجبل نظراً لمرضه.

تابع الأصدقاء رحلتهم وبدأوا بتسلق الجبل وقالوا له أنهم سيرسلون له الرسائل أثناء الرحلة، وعندما لم تصله أي رسائل من أصدقائه أبلغ الجهات المعنية، وعلى إثر ذلك بدأت حملة بحث وإنقاذ كبيرة.

بدأ طاقم كبير مكون من الجيش والشرطة البحث في قمة أوتورتي الموجود في سفوح جبال الأورال (ويعني اسم هذا الجبل في لغة المانسي جبل الموت، وهي لغة يتحدث بها شعب المانسي في روسيا على طول نهر أوب وروافده).

وقد عثر الفريق على خيمة ممزقة في أول مرحلة من مراحل البحث، وكانت أغراض الفريق في محلها داخل الخيمة.

وطبقاً لعمليات البحث والتفتيش يعتقد أن الخيمة مزقت من الداخل، بالإضافة إلى العثور على آثار أقدام على بعد 500 متر من الخيمة. ثم عثر فريق البحث على جثتين عندما تم تتبع آثار الأقدام إلى نهايتها.

وقد أُثبت أن الجثتين عائدتان إلى جورجي كريفونيشينكو البالغ من العمر 24 عاماً ويوري دوروشكينو وعمره 21 عاماً، وكلاهما من ضمن فريق المتسلقين.

وطبقاً للأبحاث التي أجريت على آثار الأقدام التي توجد في المنطقة، لم يعثر على أي آثار أقدام غريبة باستثناء آثار الأقدام التي تعود لفريق متسلقي الجبال.

وشوهد أن المتسلقين كانوا بملابسهم الداخلية فقط، بالإضافة إلى أن سبب الوفاة تم تحديده على أنه انخفاض في درجة حرارة الجسم.

ثم عثر على جثة قائد الفريق دياتلوف ورستم سلوبودان وزينة كولموغوروف على بعد 150 متراً من المنطقة، وكانوا قد لقوا حتفهم أثناء محاولتهم العودة إلى المخيم.

مواد مشعة

هكذا أصبح عدد الجثث التي تم اكتشافها 5 جثث، وسبب الوفاة كان انخفاض في درجة الحرارة أيضاً.

كما تبين أن الجثتين اللتين تم اكتشافهما في البداية، قد صعد صاحباها شجرة قبل وفاتهما، وظهرت محاولات لكسر وحرق فرع الشجرة في الجزء العلوي منها.

عُثر على جثث كل من إليكساندر كوليفاتوف ونيكولاس ثييبيوكس وألكسندر زولوتاريوف ولودميلا دوبينينا وهم الأربع جثث المتبقية، مدفونة في الثلج، بعد أن تم استئناف البحث من جديد بعد شهرين.

ويكمن غموض الحادث في أثناء إجراء التحاليل والأبحاث، حيث وجد أن لسان لودميلا مقطوع بالإضافة إلى وجود ضلع مكسور، كما وجدت أيضاً كسور في الجمجمة لدى باقي الجثث الأخرى.

أما الأمر الأكثر دهشة وغرابة أنه لم يكن يوجد أي جروح أو ندبات أو كدمات على الجثث، وبدا الأمر وكأنه حادث سيارة، وبدت العظام و كأنها مكسورة نتيجة لضغط خارجي شديد.

وكان هناك كمية كبيرة من المواد المشعة، كما هو الحال في باقي الجثث التي تم اكتشافها سابقاً. وبجانب هذه الأشياء الغريبة والغامضة، زعمُ وجود بقع بنية اللون على الجثث. (الذي ادعى هذا الإدعاء هو طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، ولكن بعد ذلك أجرت جمعية وادي ديابلو، أبحاثاً على هذه الحادثة طوال 90 عاماً).

كما أن المكان الذي خيم فيه المتسلقون يقع في وسط منطقة بها محطة فضائية وقاعدة عسكرية روسية سرية.

ذكرت مجموعة من متسلقي الجبال أنهم شاهدوا في ليلة الحادثة نقاطاً برتقالية اللون في السماء، وكانت هذه المجموعة تخيم على بعد 50 كيلومتراً من مخيم المتسلقين الروسيين التسعة، وقال شهود آخرون أنهم أيضاً رأوا هذه النقاط البرتقالية.

وتم التحقق من مزاعم ديابلو بالتفصيل فيما يخص الحادث، ولكن لم يتم التوصل إلى أي نتيجة؛ وأغلق الموضوع بعد ذلك.

هل قتلوا نتيجة تجربة نووية؟

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، كانت هناك محاولات للبحث في الملفات السرية عام 1990. لكن لم يتم التوصل إلى أي نتائج ملموسة.

زُعِم بعد ذلك أنهم قتلوا على أيدي السكان المحليين الذين يعيشون في المنطقة، وتم دحض هذا الادعاء؛ نظراً إلى أنه تم التحقق من عدم وجود أي آثار أو علامات غريبة في مكان الحادث.

كما توجد مزاعم أخرى على نفس الشاكلة تقول إن مجموعة من الغرباء هم من قتلوا الشباب، بالإضافة إلى ادعاءات أخرى تقول أنه وجد في مكان الحادث قطعة من المعدن لا تنتمي إلى هذا العالم.

وذهب البعض إلى أن الحكومة الروسية كانت تجري تجارب على أسلحة سرية نووية، وأن هؤلاء قد قتلوا أثناء إجراء هذه التجارب؛ لذلك سعت الحكومة الروسية للتغطية على الحادث وأغلقت الموضوع عمداً.

كما قال البعض إن المتسلقين قد ماتوا بسبب الرياح، وإن آثار الكسور كانت بسبب هبوب الرياح بقوة. لكن دحض هذا الرأي أيضاً، لأنه لم يقدم تفسيراً للمواد المشعة التي وجدت على الجثث، أو في حالة اللسان المقطوع.

وقال يوري الذي لم ينضم لأصدقائه بسبب مرضه، إذا كانت لدي فرصة لأسأل سؤالاً واحداً طوال حياتي لسألتُ: ماذا حدث لأصدقائي هذه الليلة؟