الأحد، 16 أكتوبر 2016

لماذا لا نعطس أثناء النوم؟ 7 إجابات عن أسئلة غريبة


على مدار أكثر من عقدين من الزمان، طرح قراء مجلة "New Scientist" الأميركية الكثير من الأسئلة الغامضة والمحيرة حول الجسم البشري.


وفي كل أسبوع ينشر مسؤولو الدورية مجموعة من أفضل الإجابات التي قدمها المتخصصون أو حتى الأشخاص العاديون، وخلال هذا التقرير ننشر أبرز الإجابات عن الأسئلة المحيرة حول الجسم البشري، التي نخاف أن نسألها، وذلك حسبما نشر مؤخراً على الموقع الإلكتروني لصحيفة The Guardian البريطانية.

1.لماذا لا نعطس أثناء النوم؟

يقول دافيد موير، مدرس العلوم في مدرسة بورتوبيلو للمرحلة الثانوية في إدنبرة: "العطس هو رد فعل طبيعي يحدث كاستجابة لمثير داخلي أو خارجي.

لكن ردود فعل الجسم تتعطل أثناء النوم بسبب ما يُعرف بـ"حركة العين السريعة"، وهي حالة فسيولوجية تحول دون وصول الرسائل من المخ إلى العضلات، وهو ما يتسبب في حدوث شلل جزئي، وهذا ما يمنع الأشخاص النائمين من التفاعل مع أحلامهم، وبالتالي لا يؤذون أنفسهم أو الأشخاص الذين ينامون بجوارهم، وهذا ما يفسر سبب عدم العطس أثناء النوم، حيث يحدث ذلك نتيجة لتعطل الإشارات التي تسبب ذلك رد الفعل.

لكن إذا كان العطس ضرورياً فإن حركة العين السريعة تتوقف، ويستيقظ الشخص من نومه قبل العطس.

2.لماذا توجد تجاعيد كثيرة على كيس الخصيتين؟

يجيب عن هذا السؤال بوب بولتر، طبيب بيطري متقاعد في ويلز، قائلاً إن كيس الخصيتين أو وعاء الصفن يلعب دوراً حيوياً في تنظيم درجة حرارة الخصيتين، كي لا ترتفع درجة الحرارة داخلها نظراً لأن إنتاج الحيوانات المنوية يقل بشكل ملحوظ في درجة الحرارة المرتفعة.

لذا يلاحظ الذكور أنه في الأجواء شديدة البرودة أو عند الاستحمام بدش بارد يتقلص حجم كيس الصفن وتظهر التعرجات، بينما يصبح كيس الصفن أكثر مرونة ويسترخي ويصبح الغشاء رقيقاً في الأجواء الحارة أو عند الاستحمام بدش ساخن.

وأضاف بولتر أن السر وراء ذلك يكمن في أن العضلات الموجودة داخل جدار كيس الصفن تنقبض خلال الأجواء الباردة لتجعل الخصيتين أكثر قرباً من الجسم وبالتالي تكتسب بعض الحرارة منه، بينما في الأجواء الحرارة ترتخي العضلات فتبعد الخصيتين عن الجسم، هذا بخلاف وجود نظام معقد من الأوعية الدموية في الحبل المنوي، كما يمر الدم الدافئ الذي يخرج من الجسم كي يغذي الخصيتين بنظام تبريد حتى يتم خفض درجة حرارته وتصبح مناسبة لإنتاج الحيوانات المنوية.

وهناك لفتة طريفة ومثيرة بخصوص هذا الأمر، حيث لاحظ المزارعون في أستراليا بعد فترة قصيرة من جلب سلالات أغنام المارينو من أوروبا أنها كانت عقيمة، وبالبحث وجدوا أن ذلك يرجع إلى وجود صوف حول كيس صفن الأغنام، ساهم في رفع درجة حرارة الخصيتين، وبمجرد جز الصوف، تمكنت الخراف من التكاثر والإنجاب مجدداً.

المشكلة حدثت نظراً لأن الأستراليين لم يدركوا أن أغنام المارينو كانت تعيش في البرتغال، حيث كانت درجة الحرارة في الصيف منخفضة للغاية، فكان الصوف حول الصفن ينظم درجة حرارتها ويرفعها قليلاً، بينما حدث العكس تماماً خلال الأجواء الحارة بالصيف في أستراليا، اذ ساهم الصوف في رفع درجة حرارة الخصيتين، وبالتالي لم تتمكن من إنتاج الحيوانات المنوية.

3.هل يؤثر إخراج الريح على وزن الإنسان؟

يقول جاي كوكس، مدرس العلوم الطبية جامعة سيدني، إن الغازات التي يخرجها الإنسان تتكون غالباً من الميثان، ويبلغ الوزن الجزيئي للميثان 16 وهو أخف من الهواء الذي يتكون من 80% نيتروجين (الوزن الجزيئي له 28) و20% أوكسجين (الوزن الجزيئي له 32)، لذلك فوزنك سيزداد على الميزان عند إخراج الريح.

وعلى الرغم من وجود العديد من المواد النفاذة الأخرى في الغازات فإن تأثيرها يظل محدوداً لأنها لا توجد بكميات كبيرة، أما التجشؤ بعد تناول مشروب غازي فسيتسبب في تأثير معاكس تماماً، وسيقلل من وزنك على الميزان لأنك تطرد ثاني أكسيد الكربون، الذي يتمتع بوزن جزيئي كبير (44)، وهو أكثر كثافة من الهواء.

4.هل تنظيف الأنف بالإصبع يساعد على إزالة الأوساخ بفعالية أكبر؟

تقول لويز فابياني: "لا أعتقد أنه من الضروري أن نجعل الممرات الداخلية لأنفنا نظيفة طوال الوقت، نظراً لأن الكثيرين قد يشعرون بالاشمئزاز جراء مشاهدتنا نغمس إصبعنا في أنوفنا، بل الأمر يتجاوز ذلك ليشمل استهجان إخراج أي سوائل أو إفرازات من جسمنا بشكل عام مثل البصاق أو شمع الأذن أو القشرة".

وأضافت "فعل الأشياء الخاطئة في المكان الخطأ مثل نخر الأنف قد يتسبب في نقل العدوى، خاصة أن المواد القذرة بالأنف قد تحتوي على الكثير من الميكروبات، والتي ليس بالضرورة أن تكون مسببة للأمراض، لكنك في الوقت نفسه لا أحد يريد أن يجعل نفسه عرضة للإصابة بالإيبولا التي تحدث العدوى بها عبر سوائل الجسم ومحتويات الأنف".

5.لماذا تزعجنا الأصوات العالية؟

يشتكي أحد القراء من الأصوات الصاخبة، فعلى الرغم من أنها لا تسبب له ألماً جسدياً ولكنها تعرضه للمعاناة النفسية، فقد سمع مؤخراً صوتاً لا يطاق لتحميل صندوق زجاجات فارغة على إحدى الشاحنات، اضطر بعدها أن يبتعد عن المكان سريعاً.

ومن جانبها تفسر ماريام أشويل هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن هناك عاملين يتسببان في حدوث الأصوات المزعجة التي تنجم عن تحميل الزجاجات على الشاحنة، وهما: درجة الصوت والترددات الناشزة، بينما الأذن البشرية تلتقط الأصوات باستخدام الشعيرات الدقيقة الموجودة في القوقعة الحلزونية الداخلية.

وتابعت أشويل: "الشعيرات الموجودة بالأذن تستجيب للترددات المختلفة، فهناك بعض الشعيرات التي تلتقط الأصوات الضعيفة، وأخرى تلتقط الأصوات ذات الترددات العالية. تتسبب الأصوات الصاخبة في إلحاق الضرر بهذا الجهاز السمعي الدقيق.

وأضافت: "نحن اعتدنا على الشعور بالألم والإزعاج حال سماع تلك المثيرات القوية، ولذا نتجنبها قدر الإمكان، كما أن الإنسان يعتبر الأصوات المتلازمة والقريبة جداً من بعضها شديدة الإزعاج، وهذا يحدث بسبب الاقتراب الشديد بين ترددات الأصوات، وهو ما يعني حدوث تداخل بين الشعيرات السمعية داخل الأذن".

والأمر نفسه بالنسبة للزجاجات التي تصطدم ببعضها البعض عند تحميلها على السيارة، حيث يحدث نشاز وتنافر بسبب صدور أصوات غير متناغمة بفارق زمني قصير، وتزداد حدة المشكلة حينما يتم كسر الزجاج لأن الترددات الصوتية الناجمة عنه ستكون عالية للغاية، وسيكون تحفيزات شعيرات الأذن مفرطاً للغاية.

6. الحشرات والذباب والفطريات تكتسب مناعة ضد المبيدات الحشريات، فلماذا لا يكتسب البشر مناعة ومقاومة ضد للتهديدات المختلفة مثل البكتيريا الضارة؟

تشير ألينا بانس، الباحثة بمعهد ويلكوم ترست سانجر في كامبردج شاير إلى أن التغيرات الجينية للبشر تحدث بشكل تراكمي على مر الزمن، حسبما تؤكد الأبحاث الطبية التي أجريت في مجال تسلسل الحمض النووي.

لكن نظراً لأن الجينوم البشري كبير جداً ومعقد، فالكثير من هذه التغييرات لا يكون لها أثر بيولوجي واضح، لكن توجد بعض الاستثناءات في بعض المجتمعات التي توارثت جينات أمراض الدم مثل الثلاسيميا، حيث أصبحت أكثر مناعة ومقاومة ضد مرض الملاريا الخطير.

لكن في الوقت نفسه تحتاج هذه الطفرات الجينية الملائمة وقتاً طويلاً كي تنتقل من جيل إلى آخر؛ نظراً لأن البشر يعيشون فترات طويلة وينجبون نسلاً أقل، وعلى الرغم من أن معدل ظهور الأجيال الجديدة من أي كائن يلعب دوراً هاماً في تحديد معدل حدوث بعض التغيرات الجينية في جيل معين لكن حجم الجينوم له أيضاً دور هام للغاية.

وأكد التقرير أنه كلما كانت الكائنات أقل تعقيداً، كان الجينوم الخاص بها أصغر، وكلما كان الجينوم أصغر وأبسط، كانت التغيرات التي تطرأ على الكائنات المختلفة تُحدث أثراً بيولوجياً أكبر.

وتعتمد سرعة انتقال التغييرات الجينية من جيل إلى جيل على العمر الافتراضي للأفراد، وعدد النسل الذي يمكن أن تنتقل له هذه التغييرات، ولعلنا بدأنا الآن نفهم إجابة هذا السؤال المحير، فالإنسان يمتلك طوال حياته ذرية قليلة للغاية، في حين أن البعوض يستطيع أن يضع المئات من البيض، كما أن الطفيليات وحيدة الخلية مثل الملاريا، لها دورة حياة داخل الدم لا تتجاوز 48 ساعة، لذا تستطيع أن تتكاثر بشكل سريع وتنقل أي جينات من المحتمل أن تمنحها ميزة البقاء على قيد الحياة لفترة أطوال عبر مقاومة التهديدات المحتملة.

7.هل الإنسان يمتلك رغبة فطرية في تناول اللحوم أم هي مجرد عادة ثقافية متوارثة؟

يقول جون ريتش فيلد، من جنوب إفريقيا، إن الأمر يتعدى كونه رغبة فطرية في تناول اللحوم، بل يرجع لكونها من المصادر الغذائية الضرورية.

إذ تحتوي اللحوم على الكثير من العناصر مثل الدهون والبروتينات والفيتامينات والمعادن.

الأمر نفسه بالنسبة للحيوانات الآكلة للعشب، فهي بشكل عام يتوجب عليها تناول كميات كبيرة من الأطعمة النباتية التي قد نعتبرها نحن رديئة، كما تضطر للتكيف وتناول الكميات الكبيرة من الألياف والسموم، إذ تمتلئ النباتات بالكثير من المواد الكيميائية الضارة، والتي قد تتحملها أجسام هذه الحيوانات أو لا تستفيد منها أو تدمرها، وهي تفعل ذلك كله أملاً في الاستفادة بالعناصر الغذائية المكثفة التي تتمثل في الفيتامينات والبروتينات والدهون والكربوهيدرات سهلة الهضم.

وفي النهاية تنمو أجسام هذه الحيوانات وتصبح لحومها نقية من المواد الضارة وتصلح أن تتناولها الحيوانات الآكلة للحوم التي ربما قد تموت بمجرد الإفراط في تناول بعض أنواع النباتات غير المناسبة، كما أن الحيوانات الآكلة للعشب لا يصلح لها تناول اللحوم.

الأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة للإنسان، إذ يشتهي اللحوم ويميل إلى تناولها، رغبةً في الحصول على العناصر الغذائية المكثفة التي تحتوي عليها وتشمل: الدهون والبروتينات والفيتامينات والأحماض الدهنية.