الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

هل تعلمون بوجودهم ؟ قرّاء العقول بالمخابرات البريطانية أحبطوا 7 هجمات إرهابية !


المهمة الرئيسية لفريق علماء الجريمة وعلماء النفس وعلماء الأنثروبولوجيا والأكاديميين، هي تحديد ما إذا كان البشر يمثّلون تهديدات محتملة.


كشفت مجلة “التايمز” البريطانية، عن أن وحدة خاصة أنشئت من قبل المخابرات الحربية البريطانية، نجحت في “الدخول إلى عقول الإرهابيين”، ما ساعد في إحباط 7 هجمات إرهابية، العام الماضي.

والتقت المجلة في سابقة من نوعها الأسبوع الماضي، بعض من العاملين بوحدة العلوم السلوكية في مقر المخابرات الحربية، المكتب الخامس، بالضفة الشمالية لنهر التايمز.

وتعد المهمة الرئيسية لفريق من علماء الجريمة وعلماء النفس وعلماء الأنثروبولوجيا والأكاديميين، تحديد ما إذا كان البشر يمثلون تهديدات محتملة “بالأقوال أو بالأفعال”، وأولئك الذين ببساطة يتفاخرون أو أولئك الذين يستعدون للتحرك.

ويظهر بحث المخابرات الحربية، أن أكثر من 60% ممن يسمون بالذئاب المنفردة يقدمون دون قصد أدلة، لما ينوون تنفيذه من هجمات، وينطوي عمل الوحدة على التقاط إشارات من مثل هذا السلوك المتغير.

وقال نيل، الذي يتحدث العربية والنرويجية، والذي عمل لدى الوحدة لمدة ست سنوات: “الأمر يحتاج إلى القيام بالانتقال من الحديث عن تنفيذ عمل عنيف مثل القتل إلى القيام به فعليا”.

ووفقا للمجلة، فقد تم تدريب فريقه في الاستخبارات بواسطة ضباط اختيروا من شبكة من الخبراء والعامة، وتبحث الوحدة عن علامات عن نشاط غير عادي، مثل “زيادة الشعور بالظلم، والرغبة في اكتساب مهارات وتكتيكات، في محاولة لتحديد المواد اللازمة لخططهم والممارسات اللوجستية واختبار العمليات”.

وقد طور الخبراء، الذين يعملون في مكتب يطل على عدة معالم في لندن، بما في ذلك برج شارد، والتي تعد أهداف محتملة للجماعات الإرهابية مثل داعش، قاعدة بيانات للمعرفة من خلال دراسة الأعمال الوحشية.

على سبيل المثال، روشانارا تشودري، التي طعنت النائب ستيفن تيمز في العام 2010 بعد أن ألهمت من قبل تنظيم القاعدة، والتي كشفت عن أدلة حول خطط لتغيير كبير في حياتها قبل وقوع الهجوم.

وكذلك تركها لدورة للغة الإنجليزية والاتصالات في كينغز كوليدج في لندن، وسدادها لقرض الطلاب، خوفًا من أن يكون والداها، مسؤولين عن الدين، كما أفرغت الحسابات المصرفية الخاصة بها لمنع السلطات إمكانية الحصول على مالها.

وفي سعي لتحديد الهدف من “الموضوعات ذات الاهتمام”، يولي فريق الوحدة اهتمامًا وثيقًا بالإرهابيين “الفاعلين الوحيدين”.

وقد تشمل المصادر سجلات المراقبة، وسجلات النشاط على الإنترنت أو نصائح من العامة حول أي نشاط مشبوه.

وقالت تشارلوت، وهي طبيبة نفسنية سابقة عملت بالسجون وانضمت لفريق وحدة العلوم السلوكية قبل ثلاث سنوات: “عندما يتعلق الأمر بقدراتهم، نحن ننظر إلى ما يقومون به لتجاوز المعوقات للقتل”.

وأضافت: ” قد يشاهدون الفيديوهات لعمليات قطع الرؤوس، أو لديهم تاريخ من العنف، إما كجناة أو لأنهم قد تعرضوا للعنف وأصبحوا عديمي الإحساس بالضرر الذي لحق بهم. فالأشخاص الذين أصبحوا ذئابًا منفردة يطوّرون الأهداف والقدرة والتخطيط والإعداد لتحركاتهم. بعض هذه العمليات يمكن أن يكون سريعًا جدًا، في حين أن البعض الآخر قد يستغرق سنوات”.

وأوضحت المجلة أن عدد  الخبراء العاملين في الوحدة، التي أنشئت في العام 2004، قد تزايد إلى أكثر من الضعف، منذ مقتل فوسيلير لي ريغبي في العام 2013 من قبل مايكل أديبولاجو ومايكل أديبوالي، وهما اثنان اعتنقا الإسلام وأظهرا علامات خفية من التطرف، الأمر الذي عثر عليه تقرير من قبل لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان في وقت لاحق.

وقال نيل: “نحن نتعامل مع الاحتمالات، وهذه هي طبيعة عملنا. فنحن نقدم تقييمًا للموضوع المثير للاهتمام، لكن القرار النهائي يكمن في يد ضابط التحقيق”.

وأوضح: “عندما يتعلق الأمر بالفاعلين الفرديين، علينا أن نتساءل لماذا اختاروا العمل فرادى. هل لأن ذلك أكثر فعالية من الناحية التشغيلية؟ هل لأن الآخرين لا يريدون أن يشاركوا في مخططاتهم؟ هل لأنهم لا يستطيعون التواصل مع الآخرين أو يجدهم غيرهم بغيضين جدًا للعمل معهم؟ في بعض الحالات، قد تكون لدينا معلومات قليلة جدا حول موضوع غاية في الأهمية، وفي حالات أخرى قد يكون لدينا الكثير، فالأمر يختلف”.

ويستلهم فريق الوحدة تعليقًا كتبه “أوسكار وايلد“، موجودًا على لوحة بيضاء في مكتب الوحدة، يقول “كل قديس له ماض، وكل آثم له مستقبل”.

وقال نيل إن بعضًا من هؤلاء الأشخاص، يكذبون على أنفسهم حول نيتهم، وأن الهدف الأسمى هو إقناعهم بالتخلي عن عقيدتهم المتطرفة.

وقال: “نحن نحاول أن نعي ما هي نواياهم. فالعديد ممن تحقّق معهم الخدمة، لديهم أسرار من عائلاتهم وأصدقائهم، بل ويكذب الكثير منهم على أنفسهم حول من يكوّنوا”.

وقال إن الافتراض بأن العديد من المتطرفين يعانون من المشاكل العقلية، كان خاطئًا.

فبدلاً من ذلك، لا يجند الإرهابيون أصحاب مثل هذه الظروف.

“2% فقط من أعضاء المنظمات الإرهابية يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، مقارنة بمتوسط يصل إلى 30% من العامة”.

وأشارت المجلة إلى أن حجم المهمة التي تواجه وحدة العلوم السلوكية والمخابرات الحربية، ضخم. فأجهزة الأمن تراقب أكثر من 850 جهاديًا بريطانيًا سافروا إلى سوريا وأكثر من 400 من الذين عادوا إلى بريطانيا.

وأوضح نيل: “الخطر يكمن في قلب ما نقوم به. فالخطر يمكن أن يتصل بالتطرف الإسلامي وعنف الذئاب المنفردةة، والسفر إلى مناطق الصراع، وخطر خروجه من السجن وإعادة الانخراط في التطرف”.

وعلى الرغم من العمل الجاد، يتبادل الفريق المزاح. فيعلّق نيل مازحًا على مكتبه المغطى بالكتب والكتيبات حول الإرهاب: “لدي ما يكفي من المواد المتعلقة بالإرهاب لكي يتم اعتقالي”. وتقول تشارلوت، ضاحكةً: “نحن نراقبه عن كثب”.