الأحد، 13 ديسمبر 2015

خرافات شائعة عن الجنس ستصدمكم عدم صحتها!


عندما نضع الحقائق العلمية جانباً في حياتنا، ونبدأ بتصديق الأقاويل المتداولة والأفكار الشائعة، نواجه ظاهرة انتشار الخرافات والافتراضات الخاطئة لدى الأغلبية الساحقة من المجتمع، والجنس واحد من ضحايا هذه الظاهرة السيئة، فكل ما لا تتم مناقشته بين الناس بشكل صريح وعلمي واضح، يصبح محلاً لأفكار مشوهة.


الجنس واحد من أهم عوامل الحياة على سطح الأرض، وإذا حجبت المفاهيم الخاطئة صورته الصحيحة عن أعيننا، سنجد الكثير من الظواهر السلبية في المجتمعات، لذلك على الثقافة الجنسية أن تحتل مرتبة أكبر بين اهتمامنا، علينا أن نناقشها دون خجل إذا كنا نريد إنشاء مجتمع سليم.

من هذا المنطلق تناولت عشر افتراضات متداولة لدى الناس، ووضحت لكم أن كل هذه المزاعم خاطئة بالدليل العلمي وكما وضحت الأبحاث المختلفة، راجياً أن يكون هذا سبباً في تغيير المعتقدات التي توجد في ذهن البعض منا، وتعزيز الحقائق بدلاً عن ذلك، مما سيقودنا إلى حياة جنسية أفضل، بعد أن نتجاوز المخاوف الباطلة، لتصبح الحقائق واضحة أمامنا.

الخرافة الأولى

ارتباط الحجم الكبير للعضو الذكري مع الإشباع الجنسي للمرأة

حقائق عن الجنس - حجم العضو الذكري
عندما يتحدث الناس عن حجم القضيب، فإنهم غالباً ما يعنون طوله، ويربطون ذلك مع الأداء الجنسي الأفضل، والجاذبية الأكبر للنساء. ونتيجةً لذلك نجد حوالي 55% من الرجال يعتبرون حجم قضيبهم صغيراً، مع أن 85% من النساء لا يشتكون من هذه الظاهرة لدى شركائهم، فما هذا التناقض الغريب؟!

إن المهبل (عضو الجماع) لدى الأنثى يتمتع بمرونة فائقة، وهذا ما يجعله قابلاً للتأقلم مع حجم القضيب على اختلافه وتنوعه بين الرجال، كما أن معظم النهايات العصبية التي تنقل إحساس النشوة إلى المرأة توجد في بداية المهبل، فمعظم النساء يشعرون بدخول العضو الذكري لسنتميترات قليلة في بداية المهبل عند الجماع، مما يعني أن الطول الزائد للقضيب لن يُشكّل أي فرق، حيث ستبقى النهايات المنبهة نفسها، ولن يعمل الطول على تقديم أداء أفضل، أو نشوة أكبر، فذلك يعتمد على وضعيات ومهارات يجب أن يمارسها الشركاء لتحقيق المتعة الجنسية المثلى.

بالمقابل، يُشكّل حجم القضيب (عرضاً)، وصلابة الانتصاب (التي تكون نتيجة لعدد من العادات الصحية الواجب ممارستها) عاملاً أهم من الطول بكثير في تحفيز النهايات العصبية.

ولا ننسَ أن للبظر أهمية في الاستثارة الجنسية لدى 80% من النساء، ونرى هنا أيضاً أنه ليس للقضيب أي دور في تحفيزه، مما يعني أن أي عضو ذكري بالحجم الاعتيادي يمكن أن يحقق الأثر المطلوب.

وحتى تنسى مخاوفك بشأن حجم القضيب عزيزي القارئ، أو بشأن حجم قضيب شريكك عزيزتي القارئة، إليكم أهم الإحصائيات بشأن ذلك:

طول القضيب في حالة الارتخاء يتراوح وسطياً بين 7-10 cm، وعندها يكون محيطه بين 9-10 cm.
طوله في حالة الانتصاب يتراوح بين 12-16 cm، ومحيطه عندها حوالي 12 cm.
هذه الإحصاءات تعطي أرقاماً تقريبية تغطي غالبية الحالات، وإذا كنت تظن أن هناك من الأحجام ما يفوق ذلك بكثير، فهذا لا يوجد إلا في ظنونك وليس في الواقع، مع العلم أن حجم القضيب أثناء الارتخاء لا يعد عاملاً محدداً لحجمه أثناء الانتصاب (وهو الأهم).

الخرافة الثانية

الرجال آلات للجنس، وهم مستعدون دوماً لممارسته

كثيراً ما تتذمر النساء “إنه فقط يريد ممارسة الجنس”، لتشعر وكأنها أداة يستخدمها لنشوته لا أكثر، كما أن الكثير من الرجال لديهم ظن بأنه ليس لدى المرأة الرغبة الكافية لممارسة الجنس معظم الأحيان.

الحقيقة أن المرأة تمرّ بالكثير من الاضطرابات والظروف البيولوجية من تقلب الهرمونات لديها شهرياً، وهذا يشكل عاملاً قوياً في رغبتها أو عدمها، مزاجها متقلب، وتتقلب هذه الرغبة تبعاً له، فهي لا تمارس الجنس إلا إذا كانت تشعر بثقة عالية بنفسها، عندما يكون شعور المرأة بشأن جسدها، شكلها، وأطفالها جيداً، فإنها تكون في مزاج جيّد لممارسة الجنس، وتظن بالمقابل أن الرجل ليس لديه كل هذه العوامل، فهو مستعد دائماً له.

لكن في الواقع، رغبة الرجل والمرأة متوازيتان لا اختلاف بينهما، ومزاج الرجل يؤثر كثيراً على رغبته الجنسية أيضاً، إحساسه برجولته، تحقيق إنجاز مميز في عمله وحياته، ممارسة الرياضة وكسب التحديات، مواجهة عقبات الحياة، وكل النشاطات التي تتعلق بإثبات ذكورته تحكم رغبته في ممارسة الجنس، وعندما يشعر أنه لا يريد القيام به فذلك يتبع لحدث أفقده شيئاً من الثقة بنفسه وقدراته، أو ليوم متعب جعله يتوتر أكثر من اللازم، فهو يُفضّل النوم عندها على ممارسة الجنس.

لكن هذه الاعتبارات كلها توضع جانباً لنعطي المرأة الحق بأن تقول “لا” عندما يطلب منها شريكها ممارسة الجماع، أما الشريك فليس له الحق في ذلك وكأنه آلة جاهزة دوماً للعمل.

الخرافة الثالثة

فترة الجماع الجنسي التي تحقق غاية الشريكين يجب أن تدوم طويلاً

وضع الكثيرون في مخيلتهم وصفاً لعملية الجماع يقتضي طولها، زعماً منهم أن ذلك يخول كلا الطرفين أن يصل إلى ذروة نشوته وتحقيق غايته، ويشيع هذا المفهوم لدى الرجال بنسبة أكبر، فكل منهم يريد أن يصل بشريكته إلى الرضا الكامل، ويظنّ أن ذلك لا يكون إلا بطول فترة الجماع، ومجدداً، الدراسات تخالف هذا الرأي الشائع تماماً.

تأخذ ممارسة الجنس الفعلية وقتاً أقل بكثير مما يتوقع البعض، وهذا عند معظم العينات التي جرت عليها الأبحاث، ففي دراسة تمت عام 1948 في الولايات المتحدة، وُجد أن 75% من الرجال يبلغون ذروة النشوة خلال 2-3 دقائق، وهناك دراسات حديثة تحدد وقتاً وسطياً لعملية الجماع الطبيعية بين 5-7 دقائق، ليتم تحديد المعايير النهائية التي تقتضي بأن:

عملية الجماع التي تستمر أقل من دقيقتين قصيرة جداً وغير سليمة، أما تلك التي تستمر من 3-7 دقائق فهي كافية، ومن الممكن أن نجد حالات تستمر فيها من 7-13 دقيقة، وهذا يختلف بين العينات، ويعود إلى الصفات البيولوجية، العرقية للناس وغيرها..

بالمقابل عندما تم إجراء استبيان لمعرفة المدة المفضلة لدى المرأة لتحقيق الرضا لديها، فكانت 15 دقيقة من المداعبة، و7-8 دقائق من الجماع الفعلي، وهذا كاف حسب الأبحاث لتحقيق علاقة ممتعة لدى كلا الطرفين، فلماذا يشيع لدى البعض أنها يجب أن تكون أطول بكثير؟!

ربما يعود الجواب إلى الطبيعة البشرية الطامعة التي تريد أخذ أقصى ما تستطيع مما تحبه وتستمتع به، فمثلاً عندما نشعر بالجوع الشديد، قد نضع من الطعام على مائدتنا ما يزيد عن الحاجة بكثير ظناً منا أن هذا ما نحتاجه لتحقيق الشبع، لكننا نُفاجأ بأن كمية من الطعام بقيت بعد أن أنهى الجميع طعامهم، إذن فهو تصور خاطئ استقر في ذهننا وجعلنا نطلب أكثر مما نحتاج بالفعل.

الخرافة الرابعة

اعتبار المثلية الجنسية قضية مرضية
تتشعب الآراء في هذا الإطار من حوارنا، وتكثر الاختلافات، الكثيرون يستهجنونه والبعض يتركون للشخص حريته لأنهم يرون أنه جزء من طبيعته التي لا يستطيع التخلي عنها، فقد سُجلت الكثير من حالات الانتحار والكآبة المفرطة لدى المثليين الذين تم إجبارهم على تغيير مجرى حياتهم، فلماذا يتمسّك هؤلاء الأشخاص بمثليتهم مع أن المعارضة التي وقفت ضدهم بدت مستحيلة المواجهة؟!

لا بُدّ أن عاملاً ما داخلهم يتحكم بهذا التصرف لديهم، فهم لا يستطيعون تغييره، والكثير منهم يقول أنه ينجذب إلى الجنس المماثل منذ أن كان في سن الطفولة، فما السبب؟!

من الناحية الوراثية الجينية، هناك دراسات تقول أن هذا الميل يتأثر بعامل وراثي محمول على الصبغي الجنسي X، لكن الجينات وحدها لا تكفي فهي لا تحكم تصرفات الإنسان، وإنما تحكم صفات النسيج الحيّ الذي توجد فيه، هنا يأتي دور البيئة التي تدعم فعل الجينات، فتثبت في ذهن الأطفال لدى سنوات حياتهم الأولى الكثير من المفاهيم التي تصبح جزءاً من شخصيتهم، وهذا هو الأمر بالنسبة للمثليين.

فالبيئة التي نشؤوا فيها، والعوامل الوراثية التي يحملونها تتكافل معاً لتحقيق هذا الميل، وإذا زال دور البيئة، اصبح احتمال أن يصبح الطفل مثلياً أقل بكثير، تماماً كما يحدث لدى الأطفال الذين يُكافؤون على التصرفات العنيفة مع وجود الاستعداد الجيني لديهم بخصوص هذا الأمر، لتصبح العدوانية جزءاً من شخصيتهم وتصرفاتهم العفوية.

فضلاً عن ذلك، وصلت الأبحاث إلى أن طريقة تعرّض الجنين في الرحم للهرمونات الجنسية تلعب دوراً كبيراً في تكوين الميل عن طريق التأثير على بنية الدماغ الذي يحكم كل التصرفات عند الإنسان، ومنها الميل الجنسي.

فتظهر الأبحاث اختلافات في الوطاء، الجسم الواصل بين فصي الدماغ (الجسم الثفني)، اللوزة الدماغية، والارتباطات الأمامية بين نصفي كرة المخ، وحتى النوى العصبية الموجودة في جذع الدماغ بين الأشخاص المثليين وغير المثليين، وهذا يعود إلى التأثير الهرموني الذي يتعرّض له الجنين، والدليل على ذلك أنه عندما تم التلاعب بهذه الهرمونات لدى الجرذان، حصل العلماء في المختبرات على جرذان ذات ميل جنسي مثلي.

بما أن الدماغ بنية مرنة قابلة للتغيير، يطمح العلماء إلى محاولة تغيير هذه البنية الدماغية الناتجة عن التعرض الخاطئ للهرمونات عن طريق الجراحة أو غيرها، أما العقوبات التي تُفرض بخصوص هؤلاء الأشخاص لا تفيد شيئاً في تغييرهم.

الخرافة الخامسة

ممارسة الجنس نشاط يومي

تعود الطبيعة البشرية الطامعة إلى الظهور من جديد، لتدعم الظن بأن ممارسة الجنس يومياً أمر محبب وسيزيد من حميمية وقوة العلاقة بين الشريكين، لكن هذا الزعم خاطئ بالتأكيد، فما يحدد قوة الحميمية هو النوعية لا الكمية، زيادة عدد مرات ممارسة الجنس لن تفيد، بل نوعية هذه الممارسة، كمية الشغف والمتعة التي يحصل عليها الشريكان هي الغاية المنشودة، ويتبع ذلك الإحساس في كثير من الأحيان إلى حالتنا العاطفية، صحتنا العامة، فالمحدد الأساسي الذي يخبرك إن كانت كمية الجنس التي تمارسها كافية أم لا هو أنت، شعورك بعد ممارسته.

تأتي الإحصاءات لتدعم ذلك، فتقول أن معظم الشركاء الذين يشعرون بالرضا والسعادة في علاقتهم يمارسون الجنس مرتين أسبوعياً، وفي دراسة أجريت على عدد من الناس في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 18- 70 سنة، وُجد أن 28% منهم يمارسون الجنس مرات قليلة شهرياً أو أسبوعياً، 16% يمارسونه 2-3 مرات أسبوعياً، 15% يمارسونه مرات قليلة شهرياً، وفقط 4% يمارسونه أكثر من 4 مرات أسبوعياً.

النساء في أوروبا بالأعمار التي تتراوح بين 26-35 سنة يمارسونه من 8-12 مرة أسبوعياً.

إذن لا يوجد فعلياً من يمارس العلاقة الجنسية يومياً لتحقيق المزيد من السعادة والرضا، إلا في حالات نادرة عند من يتزوج حديثاً، ولن يدوم ذلك فترة طويلة حتى تصبح العلاقة طبيعية لتدخل في مجرى ممارسة الجماع بمعدل مرتين أسبوعياً بشكل وسطي، ولا ننسَ أن التقدّم بالعمر يترافق مع اكتفاء بعدد أقل من مرات ممارسته.

الخرافة السادسة

على الرجل أن يصل بالمرأة دوماً إلى ذروة نشوتها
أغلب الرجال يصلون خلال عملية الجماع إلى ذروة نشوتهم خلال 3-7 دقائق كما ذكرنا، ولكن 25% من النساء فقط يصلون إلى هذه المرحلة في وقت كهذا، مما كوّن مفهوماً خاطئاً أن أغلب النساء لا ينالون كفايتهم من عملية الجماع، فلا يصلون إلى تلك المرحلة من السعادة والاسترخاء بعد بلوغ ذروة نشوتهم.

يكمن الخطأ هنا أن عملية الجنس بحد ذاتها لا تعني الوصول إلى ذروة النشوة بالضرورة نسبة للمرأة، فهي تستمتع بالتواصل الجسدي القائم، والمشاعر المختلطة به، وتصل إلى الرضا دون الحاجة إلى بلوغ ذروة النشوة، فإن حوالي 75% من النساء لا يصلون إليها عن طريق الإدخال وحده، مهما طالت عملية الجماع، ومهما كان شعورها بشأن شريكها، لأن بلوغ ذروة النشوة لدى المرأة يتطلب استثارة البظر بشكل كاف، ولا يتم ذلك بطريق الجماع الجنسي بأي شكل من الأشكال، للمداعبة دورها الأكبر في ذلك.

لذا على الشريكين أن يحسنا بدء العلاقة الجنسية حتى يتحقق الرضا لدى كل منهما، ولا تكون متعة أحدهما على حساب معاناة الآخر.

الخرافة السابعة

قدوم مولود جديد يحسن من نوعية الحياة الجنسية لدى الشريكين

تُعدّ الولادة لدى المرأة من أصعب الأحداث التي تواجهها في حياتها، فهي تترافق مع ألم شديد يشبه انفجاراً يحدث داخلها، اضطرابات في الهرمونات، تعب وإرهاق، نزيف وتوتر، إضافة إلى عبء العناية بالمولود الذي يأخذ كثيراً من وقتها ويمتص طاقتها، مما يجعلها تتحول بعض الشيء عن رغبتها الجنسية.

بالطبع يختلف هذا التحول بين النساء، لكن الإحصاءات تشير إلى أن الكثير من الأزواج لا يمارسون الجنس لفترة تصل إلى ستة أشهر بعد الولادة، فالمرأة لا تشعر بانها مؤهلة لهذه العملية من جديد، فهي قلقة بشأن مولودها وحالتها الصحية، قلقة بشأن مظهرها والتغيرات التي حصلت على جسدها خلال هذه الفترة.

قد تسبب اضطرابات الهرمونات شيئاً من الجفاف في المهبل لديها، ملامسة النسج المهبلية والرحمية المتمددة وتقلص عضلات الحوض لديها عند ممارسة الجنس ستسبب ألماً، إضافة إلى أن بعض الذكور يواجهون ظاهرة عقلية جديدة، وهي لوم أنفسهم لما رأوا من الألم الذي سببوه لدى شريكتهم أثناء الولادة، مما يجعلهم يكوّنون مفهوماً جديداً في عقولهم عن حساسية جسد المرأة يختلف عما كان يشعرون به سابقاً.

كل هذا يؤثر على بداية العلاقة الجنسية بعد الولادة ويحدّ من عدد مرات ممارستها، لكنه يزول مع مرور الوقت الذي يختلف بين الأشخاص، فالبعض يعودون لممارسة الجنس في غضون اسابيع دون أي مشاكل، والبعض يحتاجون شهوراً، لكن في حال استمرار هذا الوضع طويلاً يجب استشارة الأطباء وخبراء الجنس، حتى يتم أخذ التدابير اللازمة وتقديم الإرشاد النفسي، أو العلاج البيولوجي إن لزم.

الخرافة الثامنة

مشاهدة الأفلام الجنسية يمكن أن تسبب دمار العلاقة بين الشريكين حتى لو كانت بغرض التثقيف

أخذت الكثير من الدول على عاتقها في السنوات الأخيرة ومنها بريطانيا أن تحجب جميع المواقع الإباحية التي أصبحت في متناول الجميع، لما سببته من حالات الإدمان والمشاكل الزوجية وغير ذلك.

هذا النوع من الأفلام الإباحية لا يضع للجنس حدوداً، يهين كرامة المرأة، ويمكن أن يزرع في الرؤوس الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الممارسة الجنسية الفعلية وبذلك يسبب العديد من الاضطرابات في العلاقات.

لكنني أعني هنا أنواعاً مدروسة من الأفلام التي يشاهدها الشريكان معاً بغرض التثقيف والقيام بنوعية العلاقة بينهما لا أكثر، يتم هذا لفترة محدودة من الزمن وفي فترات متباعدة، حيث أكدت الدراسات أنه يمكن أن يقيم علاقة صحيحة بين الشريكين، ويحل بعض المشاكل التي تعترضهما أثناء ممارستهما للجنس.

الخرافة التاسعة

تتوقف ممارسة الجنس بعد الوصول إلى سن الستين
عندما يتقدّم بنا العمر، لا تبقى فعالية العلاقة الجنسية كما كانت عليه عند سن الشباب بالطبع، لكن عدم بقاء الفعالية الجنسية كما كانت، لا يعني عدم القدرة على ممارسة الجنس، فطالما لا يعاني أحدنا من خلل أو مشاكل صحية معينة، لن تزول قدرته على الممارسة والاستمتاع بالجنس.

الجنس لدى المسنين فرصة للاستمتاع بالحياة ومتابعة نموهم الروحي وتنمية الثقة بالنفس والشعور بالشخصية.

تؤكّد نتائج الدراسات على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين سنة أن 72% من الأشخاص دون عمر الستين يمارسون الجنس بشكل طبيعي، وحوالي 57% من الأشخاص فوق عمر الستين يمارسونه أيضاً، حتى المسنين الذين بلغوا الخامسة والسبعين أو أكثر يمارسونه بنسبة 46% للرجال، و41% بالنسبة للنساء، أي أن حوالي نصف العينات التي تم إجراء الدراسات المطولة عليها كانت فعّالة جنسياً حتى في عمر السبعينات.

إذن التقدّم بالعمر لا ينهي العلاقة الجنسية، لكنه يغير من طبيعتها، فمثلاً الرجل في عمر العشرينات يستطيع الوصول إلى الانتصاب بعد حوالي 15 دقيقة من القذف، بالمقابل يتطلب هذا من الرجل المسن الانتظار لعدة ساعات.

والمرأة تعاني بعض التغيرات في طبيعة جهازها التكاثري، حيث يصيبه بعض الجفاف نتيجة للاضطرابات الحاصلة لدى سن اليأس، وتترقق بطانة المهبل والرحم، مما يجعل الإدخال مؤلماً أكثر من المعتاد.

هذا لا يعني توقف النشاط الجنسي أو الرغبة به، قد يتوقف الشريكان عن ممارسة الجماع كثيراً لما حصل على بنيتهم من تغيّرات، لكن هناك نشاطات أخرى يقومون بها، فالجنس ليس فقط عملية الجماع بحد ذاتها، وهذا يمكن أن يحقق الرضا لدى كلا الطرفين، ويبقي علاقتهم سليمة.

يجب أن ينال البحث بشأن المشاكل الجنسية لدى المسنين عناية أكبر، فهناك نسبة كبيرة من الأشخاص المنتجين في المجتمع بأعمار تتجاوز الخامسة والستين، وتأمين سلامة الجانب الجنسي من حياتهم أمر هام يؤثر على فعاليتهم وخدمتهم للمجتمع.

الخرافة العاشرة

الرجال هم الأكثر عرضة للمشاكل الجنسية

عندما نتحدث عن المشاكل الجنسية فنحن نقصد فقدان الرغبة بالجنس، أو نقصها، أو اضطرابات معينة في الجهاز التكاثري بمختلف أقسامه التي تؤثر على فعالية الجنس لدى الأشخاص كثيراً.

بطريقة أو بأخرى وصل إلى الأذهان أن هذه المشاكل تشيع لدى الرجال أكثر من النساء، فحالات ضعف الانتصاب، سرعة القذف، وإلى ما هنالك من مصطلحات، دارجة على الألسن كثيراً، ولن تجد الكثيرين ممن يناقشون قضية فقدان المرأة رغبتها الجنسية أو جفاف المهبل لديها في ظروف معينة، وغير ذلك من الأسباب التي تحدّ من قدرتها على ممارسة الجنس.

حوالي 43% من النساء يعانون من خلل جنسي معين، بالمقابل تكون هذه النسبة لدى الرجال 31%، أي أن الإحصاءات تبين خطأ الزعم بشأن الخلل الوظيفي لدى الرجال.

هذا في معظمه ناتج عن أمراض أو حالات نفسية يصاب بها الشخص، الأمراض المزمنة كالسكري، تضخم البروستات، الأمراض القلبية والنوبات، الخلل الإفرازي في الغدد الصماء، الحالات العاطفية السيئة كالاكتئاب، العادات كالجلوس الطويل، كلها تسبب ضعف الانتصاب لدى الرجال، وعند الإصابة به يجب أن نضع كل ما ذكر بالحسبان، فنقوم بتحاليل تحدد مستوى الكوليسترول، السكر، التستوسترون، وغيرها من الهرمونات لمعرفة العامل المؤثر.

إصابة المرأة بأمراض القلب، السرطان، مشاكل المثانة، وغير ذلك.. تؤثر على فعالية الوظيفة الجنسية لديها، تناول الأدوية التي تتعلق بضغط الدم الشرياني، مضادات الهيستامين، ومضادات الاكتئاب، تؤثر أيضاً، وللهرمونات دور كبير، كما ذكرنا في فقرات سابقة.

إذن يعاني كل من الرجل والمرأة خللاً جنسياً في مرحلة معينة من حياتهم، ولا يقتضي ذلك بالضرورة أن تزول الفعالية الجنسية لديهم، بل تبقى قابلية العلاج ممكنة جداً.

بشكل عام، تعكس الصحة الجنسية نمط الحياة الصحي لصاحبها، التدخين، كثرة تناول المشروبات الكحولية، وغيرها من العادات الصحية السيئة، تساهم في إحداث الخلل في كثير من أجهزة الجسم، وذلك قد يؤثر بطريقة أو أخرى على الوظيفة الجنسية.

اكتفينا بذكر مجموعة حقائق عن الجنس علماً أن هناك من الشائعات ما يزيد على ذلك، لكنني بيّنت لكم أهمها، فمثلاً هناك من يقول إن الاستمناء يؤثر كثيراً على فعالية الشخص جنسياً عندما يتزوج، وعلى كل حال أرجو أن يكون هذا المقال منبهاً لكم أن تبحثوا عن حقيقة كل ما تسمعونه من الأقاويل المتداولة، وأن لا تقبلوا بها دون الدليل العلمي القاطع، فذلك يُشكّل خطوة أولى في بناء ثقافتكم الجنسية وتبدد الشكوك التي تتعلق بها.