الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

طبيب يغتصب مريضة في العناية المشددة بحلب!


اتهمت مريضة أصيبت بشلل كامل طبيباً مشرفاً على علاجها في أحد المشافي الخاصة في مدينة حلب باغتصابها، فيما علمت أن الطبيب اعترف في التحقيق الابتدائي بمداعبتها في صدرها فقط قبل أن ينكر أقواله لدى قاضي التحقيق. وفي حين تعددت آراء الأطباء حول مدى وعي المريضة وقدرتها على التذكر بعد أخذها أدوية مخدرة، اعتبر محام مختص بالقضايا الجزائية أن المرأة "شاهد ملك" في هكذا دعاوى.


أدخلت المريضة (إ.ش)، البالغة من العمر 21 سنة وأم لطفلتين، إلى مستشفى في حلب إثر إصابتها بحالة غريبة من الشلل بعد حقنها بإبرة محرضة على الإباضة، وخلال خمسة أيام ساءت حالتها أكثر فأكثر، وأعلن أطباء المشفى ومن استقدموهم من استشاريين أن حالتها ميئوس منها.

وقال قريب المريضة "لقد تحولت العناية المشددة إلى حلقة ذكر، طلب منا الأطباء أن نقرأ القرآن فوق رأسها وقد أحضرنا عدة شيوخ من أجل ذلك حتى أن السيرومات كان تتم قراءة الفاتحة عليها بموافقتهم"، الأمر الذي نفاه معنيون في المشفى وقالوا إن الأهل هم من أحضر الشيوخ والإدارة احترمت مشاعرهم.

بعد ذلك تم نقل المريضة إلى الأندلس  لمتابعة العلاج، وفي هذه المرحلة كانت تتمكن من تحريك يدها اليمين والإيماء برأسها، فطلبت قلماً وورقة وكتبت أنها تعرضت للاغتصاب من قبل شخص في العناية المشددة في حلب يوم الخميس وأن المعتدي كان يتحدث مع المستخدمة أثناء استبدال الفوطة وقال لها أن تنظفها جيداً".

أفادت المريضة كتابة قبل أن تتمكن من الكلام بعد تحسن صحتها لاحقاً أنه أثناء وجودها في المشفى  تعرضت للاعتداء من قبل شخص استطاعت أن تميز صوته لأنه تحدث بالهاتف مع أحد الأشخاص، وفهمت من حديثه أنه يطلب الاطمئنان على صحتها.

وأضافت أن هذا الشخص تحدث مع طبيب من طرف أقاربها حضر لمتابعة حالتها.

وأجابت المريضة إيمان على أسئلة المحقق كتابة، وأضافت أنها سمعت حديثاً يدور بين الشخص ورجال آخرين يتحدث فيه عن جمال جسمها وصدرها، و ذكرت تفاصيل حوار بين مستخدمة وشخص آخر فيه إيحاءات جنسية و كلام بذيء ذكرته المريضة حرفيا.

وذكرت المريضة الطبيب لكنها لم تذكر اسمه الأول عندما عرف عن نفسه لطبيب من طرف أقاربها حضر لأخذ خزعة، وأفادت أن هذا الشخص عرف عن نفسه للطبيب الآخر على أنه "دكتور متخرج من ثلاث سنوات"، وتم ضبط أقوالها وإجاباتها الكتابية على أسئلة المحقق.

وأفاد الموقوف (ي.ب) أنه لم يقدم على الاعتداء على المريضة ولم يشاهد أحد يعتدي عليها وكذلك الموقوف (ح.ت) الذي أفاد بأنه لم يلاحظ نزع أي من المآخذ الموضوعة على صدر المريضة، وأن الطبيب نام على السرير الفارغ المجاور لسريرها عند الساعة الثانية والنصف ليلاً، وأفاد بأنه سأل المستخدمة عندما تذمرت من استدعائها لتغيير فوطة المريضة،  ولم يقل لها الكلام البذيء الذي ذكرته المريضة في افادتها .

ورغم المراقبة المشددة بالكاميرات إلا أن التسجيلات يتم حذفها بعد 48 ساعة، والكاميرات موضوعة أصلا لمراقبة أداء العاملين في العناية المشددة من قبل إدارة المشفى، وتبين أن السرير الذي كانت تنام عليه المريضة هو الوحيد غير المراقب بالكاميرا، الطبيب أنكر قيامه بالاعتداء على المريضة، لكنه اعترف لاحقاً أنه داعبها في صدرها وقبلها دون أن يراه أحد من المناوبين معه كونهم مشغولين بأعمال أخرى، وتم ضبط أقواله وإطلاع نقيب أطباء حلب الدكتور عماد سلطان على الضبط ومجريات التحقيق وسمح له بمقابلته.

الدكتور قال إن "الحالة غريبة جداً ومعقدة، المريضة في العناية وتحت تأثير الأدوية المخدرة، وطاقم العناية كبير والطبيب مشهود له بالأخلاق الحسنة، اعتقد أن تقرير الخبرة هو الذي سيريح أهل المريضة عندما يؤكد لهم أن الأمر كله تهيؤات، نحن لا نسعى إلى تبرئة طبيب المشفى بقدر ما نريد التأكيد لذوي المريضة انه لم يعتدي عليها أحد، واعتقد أن هذا هو ما يحبون أن تكون عليه الحقيقة العلمية"، زملاء الطبيب في العناية المشددة في مشفى التخصصي أبدوا تعاطفاً كبيراً مع زميلهم، نافين بشدة التهمة الموجهة إليه كونه يتمتع بأخلاق عالية ولكون الأمر من المستحيل وقوعه في العناية المشددة المكشوفة للخارج كما قالوا.

وأوضح محامي أنه في هكذا دعاوى تعتبر المرأة " شاهد ملك، كما درجت عليه المحاكم، وذلك لخصوصية مجتمعنا حيث أن ادعاء المرأة ذات السمعة الحسنة بهتك عرضها اغتصاباً هو حالة تعبر عن ألم شديد من تعرضها لاعتداء ثلم نفسيتها بشدة لدرجة أنها تضحي بشيء من سمعتها من أجل معاقبة المعتدي، وذلك مقارنة بحالات تحرش جسدي تضطر المرأة في بلادنا للسكوت عنها على مضض نتيجة موقف المجتمع السلبي من كشفها.