الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

حكاية 30 لاجئا سوريا اغرقتهم تركيا ولم يسمع بهم الإعلام


مضى شهرٌ واحد، وكان كفيلاً بتغييب قضية 30 لاجئاً غرقوا في مياه البحر الأبيض المتوسط، متوجّهين من سواحل تركيا إلى اليونان، البحر لم يتعمّد ابتلاعهم، لكن خفر السواحل التركي قصد ذلك، ماكينات الإعلام الغربي لم تسلّط كاميراتها ودموع مصوّريها نحو هذه الحادثة، كما فعلت في حوادث أخرى، والأمن التركيّ الذي أقدم على هذه الجريمة، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية، لم يتلقّ أيّ مساءلة أو عقاب.


في 15 أيلول الماضي، خرج مركبٌ حمل على كاهله أحلام 250 سوري. الحرب ومفرزاتها دفعتهم نحو تركيا، وغياب أيّ فرصةٍ في حياةٍ إنسانيةٍ لهم في بلادٍ أعلن قادتها، حتى قبل اندلاع الحرب في جارتهم سوريا، ترحيبها بهم، دفعهم إلى اختيار الطريق الذي بات معتاداً للسوريين، خرجوا ولم يعتقدوا أن أحلامهم ستغرق قبل أن تولد.

ونقلت مواقع إخبارية شهاداتٍ حيّة لناجين كتبت لهم الحياة عن جانبٍ مما حصل في رحلتهم المأساة. وقال أحد الناجين أنه اختار البحر، كذلك فعلت أخته وأسرتها المكونة من زوجها وطفليها (أحدهما رضيع بعمر 10 أيام)، وكان 15 أيلول هو الموعد، حيث خرج القارب المحشو بـ250 لاجئ، من الشواطئ التركية، وقبل أن يغادر المياه الإقليمية التركية، كان رصاص خفر السواحل بانتظارهم.

وتابع الناجي بأن رصاص خفر السواحل التركي استهدف محرك القارب، الذي بدأ يغرق، بما حمل من لاجئين، وتبدأ صيحات وتوسلات ركاب القارب لعناصر خفر السواحل بإنقاذهم، دون أي استجابةٍ من الأتراك، إلى أن مرّت نحو 4 ساعات، غرق فيها 30 من اللاجئين، لتحضر زوارق " الإنقاذ "، وينتهي الأمر باحتجاز من نجا.

شقيقة الناجي وطفلها الرضيع كانا من بين الضحايا الثلاثين، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية، وكذلك كان آخرون، فيما يدرك من نجا أن قضيتهم مرّت في غيبوبةٍ من المجتمع الدولي، وأن مؤتمرات ومؤتمرات عُقدت تحت اسمهم، ودولارات سجّلت تحت بند حمايتهم ورعايتهم، وصلهم منها بضع رصاصاتٍ، كانت كفيلةً بإدراكهم أن الجريمة بحقّهم مستمرة، وأنّ هناك دائماً أطرافاً على استعداد لانتهاك حقهم في الحياة.