الخميس، 3 أغسطس 2017

تعرفوا على شخصيتكم الحقيقية: هل بداخلكم نزعة إجرام؟

ويحاول أن يجعلكم تتعرفون إلى النماذج التي يمكن أن تتحولوا إليها حين تواجهون قرارات صعبة في الحياة، أو تتعرضون لاستفزاز، وهو خليط من علم النفس الاجتماعي وبحوث في مجال حقوق الإنسان.


مؤلف الكتاب دياس سبق أن قام بأبحاث عدة تتعلق بالقتل والإرهاب، وهو ناشط يدعم الحريات المدنية وحقوق الإنسان، ويعمل على الصعيد الدولي مع الناجيات من الاستعباد والإتجار بالبشر والعنف ضد النساء والفتيات.

وفي مقال له نشر أخيراً في موقع صحيفة الغارديان البريطانية، يقول دكستر أنه اعتمد في كتابه أبحاثاً قام بها تتناول عشرة أشكال متكررة من السلوك البشري، مؤكداً أنّها موجود جميعها بشكل أو بآخر داخل كلٍّ منا.

يشرح الكاتب أنه لسنوات كان الكثيرون يعتقدون أن العقل البشري يعمل بشكل مبرمج كأنه جهاز كمبيوتر يُخرِج فقط ردود أفعال غُذِّي عليها من قبل، لكنّ نتائج جديدة في علم الأعصاب وعلم الأحياء التطوري توضح أن الدماغ يعمل بشكل مختلف ومعقد عن ذلك ويحوي أجزاء مختلفة تكون في النهاية خليطاً من كل المتناقضات.

"قمت بتحديد ما لا يقل عن 10 من هذه الأجزاء الموجودة في عقولنا وبعضها مدمر للغاية، وهو أمر شاهدته كمحام لحقوق الإنسان منذ أكثر من 25 عاماً، أثناء عملي في قضايا المجازر، حيث وجدت أن بعض الأجزاء المخفية في عقولنا يمكن أن تتسبب في مآسي البشر"، يقول الكاتب.

ويقتبس دياس مقولة ليو ويلسون الأستاذ في جامعة هارفارد، والذي يرى أن الخير والشر يتعايشان معاً بسلام تام داخل كل إنسان.

يحاول المحامي والحقوقي الذي يعيش في لندن معرفة الأسباب التي تجعل البشر يجعلون خمسة ملايين طفل يعملون عبيداً كل عام، ويتسببون في معاناة ثلاثة ملايين فتاة من ختان الإناث غير الضروري، ويقنعون مئات الآلاف من الجنود بالقتال كقوات في أكثر الحروب دموية.

"التناقض هنا هو أنّ هناك بشراً أيضاً في هذا العالم يخاطرون بحياتهم لمحاربة هذه المظالم الاجتماعية"، يقول دياس في مقاله بالغارديان.

بحسب الكتاب، فإن تفسير ذلك أن هناك علاقة معقدة بين الظلام والنور في عقولنا جميعاً. وأن من يمارسون عنفاً إنسانياً على بشر غيرهم ليسوا بالضرورة سيئين، ولكنْ هناك جزء سيئ داخل كلٍّ منهم يقوم بذلك وفي الحقيقة هذا الجزء داخل كل منا جميعاً.

يرى مؤلف الكتاب أن الظلم الذي نقوم به هو مجرد عنصر في عقولنا، بجانبه أيضاً عناصر مثل العطف والتضحية.