الخميس، 1 سبتمبر 2016

ماذا لو تسرَّبت «الدردشة الحميمة» وظهرت إلى العلن؟


يثبت ما يتمّ تناقله من معلومات حسّاسة وصوَر وغيرها من الأمور الحساسة عبر إستخدام تطبيقات الدردشة عموماً، مدى إستهتار الناس بخصوصيّاتهم، حيث إنّ الأشخاص في غالبيتهم يفضّلون اللجوء لخيارات مريحة بغض النظر عن مدى الأمن والخصوصية التي تمنحها.


تنتشر في الآونة الأخيرة موضة التحادث عبر برامج الدردشة على الهواتف الذكية، ويعتمد المستخدم على برامج مثل «واتس أب» و«فايبر» و«لاين» و«بي بي أم»، وتطبيقات أُخرى كثيرة تسهّل التواصل من خلال رسائل نصّية وصوتية وإتصالات هاتفية تُرسَل عبر الشبكة.

وفي حالات كثيرة، يعتمد الأشخاص على هذه البرامج لإرسال معلومات سرّية وحميمة، ظنّاً منهم أنها أكثر أماناً من الإتصالات التقليدية لأنه يصعب تعقّبها وكشفها، خصوصاً إذا كانت تعتمد عند إتصالها بالشبكة على الـ«واي فاي» المنتشر في كلّ مكان.

على الصعيد الفردي يبدو الأمر منطقياً، ولكن ماذا لو سُرقت أو تسرّبت الداتا المحفوظة لدى الشركات المشغّلة لبرامج الدردشة وظهرت الى العلن؟ في البداية يبدو الأمر صعب التصديق، لكنه حصل سابقاً مع «ويكيليكس» حيث تسرّبت وثائق سرّية مهمّة، كانت تخضع لحماية مشدَّدة أكثر من تلك المعتمدة في الشركات المطوِّرة لبرامج الدردشة والإتصال.

شروط الإستخدام

عند تحميل أيّ تطبيق أو برنامج، تظهر لائحة شروط الإستخدام، التي يؤكّد فيها المستخدم خضوعه لشروطها عن طريق الموافقة عليها، وإلّا لن تُستكمل عملية التنزيل.

وهنا يوافق جميع المستخدمين بلا استثناء على الشروط من دون قراءتها. ولكن، إذا قرأنا بتمعّن هذه الشروط التي لا تنتهي، نلاحظ شرطاً موحّداً بين كلّ التطبيقات، وهو أنّ الشركة تملك الحقّ في التعاون مع الجهات المختصة، وإعطاء معلومات في حال تعلّق الأمر بأمن أيّ دولة، من دون تحديد ماهية هذه المعلومات، وهو موضوع يعتبره البعض فضفاضاً وغير محدّد.

لكنه إن دلّ على شيء، فهو أنّ الشركات المطوِّرة للتطبيقات، تعلم الكثير وتحفظه وتسجّله، وكلّ شيء يمرّ عبرها يمكن رصده وإعتراضه أو تسريبه لدواعٍ أمنية.

تشفير الرسائل

على رغم تأكيد غالبية الشركات المطوِّرة لبرامج الدردشة والإتصال عبر الإنترنت في الفترة الأخيرة على قيامها بتشفير الرسائل النصّية والصوتية المُرسَلة، وتشفير الإتصالات الصوتية عبر تطبيقاتها، وتأكيدها أيضاً حذف الداتا لديها تباعاً، عازية ذلك للحفاظ على خصوصية المستخدم.

إلّا أنّ هذه الشركات تبقي المجال مفتوحاً وإحتمال تسرّب البيانات قائماً. فـ»واتساب» تقول إنّ كامل الدردشات والإتصالات الصوتية في تطبيقها مشفرة حين تسمح الفرصة بذلك. أي إنه في حالات معيّنة يمكن للفرصة أن لا تسمح بذلك. وعلى الرغم من كلّ ذلك، تبقى عملية التخلص من الداتا على ذمة الشركات، وما من شيء يؤكد ذلك. وهذا يعني أنه ببساطة لا يوجد برنامج دردشة آمن بشكل كامل.

وهنا أيضاً نعود الى السؤال الأهم، ماذا لو إخترقت أيّ جهة خوادم تلك الشركات، ومَن يضمن عدم حصول عمليات كهذه؟ وماذا سيحصل إذا تسرّبت كلّ تلك الرسائل عبر أيّ طرف ثالث؟ بالطبع في حال حدوث ذلك سنشهد مجتمعات تنهار وأسراً تتفكك وصداقات تنقطع، ما يمكن أن يدمّر أيّ مجتمع في لحظات.