الأحد، 12 يونيو 2016

كنز "غرفة العنبر المفقودة".. هل يختبئ بقبوٍ نازي محصّن في بولندا؟


ربما لا يكون هُناك كنزٌ مفقودٌ أكثر إغراءً من "غرفة العنبر" التي صُمّمت للإمبراطور الروسي بطرس الأكبر، التي لا تقدر بثمن، وقد اختفت في فوضى نهاية الحرب العالمية الثانية، ويعتقد بارتلوميغ بليبانكزيك، وهو مؤرخ ومدير متحف شمال شرق بولندا، أنه قد عثر عليها أخيراً.


فقد أخبر عدداً من القرويين المُسنين بارتلوميغ بأنهم رأوا قافلة ألمانية تُفرغ حمولتها من صناديق كبيرة في غرفة محصنة تحت الأرض، على مقربة من الحدود الروسية، مطلع عام 1945، ولذلك قام متحف ماميركي الذي يديره بارتلوميغ بإجراء مسح بالرادار على القبو المهجور، وأكد بدوره وجود غرفة مخبأة هُناك، بحسب ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

"هذا هو المكان المثالي لإخفاء شيءٍ ما إن كنت مُضطراً لنقله سريعاً من شرق روسيا"، هكذا يقول بارتلوميغ مُعلّقاً على الكشف.

حكايات مبالغة

وقد اعتاد البولنديون سماع حكايات مبالغة عن النهب الذي جرى إبان الحرب، كما اعتادوا أيضاً سماع الحكايات التي انكشف زيفها؛ فخلال العام الماضي، زعم رجلان أنهما وجدا قطاراً دفيناً يحتوي على ذهبٍ للنازيين؛ ولكن بعد التحقيق تبين عدم صحة وجود شيء كهذا، وعلى الرغم من ذلك فإن تتبع الكنوز التي خلفتها فترة الحرب يعد هواية شائعة في بولندا، ولدى المُتحمسين لها مُنتدى خاص بهم على شبكة الإنترنت.

وتعد تلك الغرفة المفقودة أحد تلك الكنوز، فقد اكتمل بناؤها في القرن الثامن عشر بقصر يقع على مقربة من سانت بطرسبرغ في روسيا، وتحتوي على 6 أطنان من العنبر الثمين، كما أنها منحوتة على نحو مُتقن ومُزينة بالذهب.

وبعد استيلاء القوات الألمانية على القصر عام 1914، تم تفكيك الغرفة التي تبلغ مساحتها 600 قدم مُربعة ونقلت إلى قلعة كونيغسبرغ في بروسيا الشرقية، والتي تعرضت في وقت لاحق إلى القنابل البريطانية والقذائف السوفيتية، وعلى الرغم من أن برلين كانت قد أصدرت الأوامر في يناير/كانون الثاني بإخلاء القلعة من العناصر الثقافية القيّمة، ظل ما حدث بعد ذلك غير واضح أبداً.

فقد أعلن السوفييت أن غرفة العنبر قد دُمِرت في أبريل/نيسان 1945، قبل سقوط القلعة في قبضة الجيش الأحمر، وفي 1970 قاموا ببناء نُسخة طبق الأصل منها. فيما قال آخرون إن ألواح العنبر الثمينة كانت على متن سفينة ويلهيم غوستلوف العسكرية الألمانية، عندما أغرقتها قذيفة سوفيتية ناسفة في بحر البلطيق. فضلاً عن المزيد من النظريات بشأن مصير الغرفة.

وتقع مدينة ماميركي على بعد 60 ميلاً الى الجنوب من كونيغسبرغ (التي تسمى الآن كالينينغراد)، ولا تُعد مكاناً مُستبعداً للبحث، وكان القبو كذلك جزءاً من مقرٍ حصين للقوات البرية الألمانية على الجبهة الشرقية.

لذلك تخطط السلطات البولندية للتنقيب في القبو خلال الأسابيع المقبلة لمعرفة ما إن كان هُناك شيء بالفعل في الداخل.
وقال بارتلوميغ، مدير المتحف، إنه واثق تماماً من إيجاد غرفة العنبر في الداخل، أو – في أسوأ سيناريو - سيتم العثور على مخبأ يضم لوحاث ثمينة.