الخميس، 5 نوفمبر 2015

بالصور: حسناء ستينية تذهل العالم برشاقتها.. ما هو السر؟


“أحب كثيراً مظهري الآن والذي لم يتغير منذ 20 عاماً”.. هكذا بدأت عارضة الأزياء الفرنسية يازيميناه روسي، التي ستيبلغ 60 عاما في ديسمبر المقبل، حديثها. يمكن لعدد قليل من الأشخاص أن يقولوا نفس تلك العبارة إلا أن يازيميناه التي تعيش في ماليبو، يمكنها أن تكون محط غيرة كثيرات مازلن في العشرين.


تتمتع روسي بجسد نحيف، وجذع مصمم بوضوح للبكيني، بالأخص للرياضيين، بينما الشىء الوحيد الذي يدعونا للاعتقاد بأنها أكملت الـ 45 عاماً هو شعرها الأبيض الطويل، الذي ترفض العارضة دائماً تغير لونه، فقد تحول إلى علامتها. في الواقع، بدأ شعرها يتحول للرمادي مبكراً للغاية، تحديدا منذ سن الـ12 عاماً وعند بلوغها سن الـ20 كان شعرها تحول إلى خليط من الأسود والأبيض. رفضت روسي مبلغاً كبيراً عرض عليها من شركة أدوات تجميل مقابل أن تصبح المروجه لمنتجاته، حيث وجب عليها أن تغير لون شعرها للفضي. وبعد سنوات، رد لها شعرها ذلك الجميل، عندما حصلت على عقد إعلانات عيد الميلاد لمحلات ماركس آند سبينسر، عام 2012، والتي جلبت لها شهرة عالمية.

بدأت روسي مهنتها كعارضة أزياء في العشرينيات من عمرها، وكانت عارضة لشركات مثل إيف سان لورين، هيرميس أو جيل ساندر. انتقلت إلى نيويورك في سن الـ45 حيث كان الطلب أكثر على العارضات الأكبر، فعملت لميسي وماستركارد وعلامات تجارية أخري.

ولدت روسي في فرنسا، ونشأت في جزيرة كورسيكا، وعاشت في أماكن مختلفة، باريس، وجنوب أفريقيا، ونيويورك، إلى أن قررت الإقامة في ماليبو. وبالإضافة لكونها عارضة أزياء، تلتقط صورا، وتصنع الخزف وتعيش في تواصل مع الطبيعة، والذي بدون شك قد ساعدها على البقاء بتلك الحالة الممتازة.

روسي شخصية كريمة وتشارك أسرارها، وروتينها والعادات التي سمحت لها بالبقاء بتلك الحالة الجيدة، والتي تتعلق بالدرجة الأولى بالجينات. وأعلنت مؤخراً في مقابلة لستايل في مجلة “سانداي تايمز”، أن ثوابتها الأساسية بعيدة كل البعد عن صفات دوريان جراي (*شخصية لأوسكار وايلد، كلما ارتكب معصية تشوهت صورته المرسومة في لوحة بينما يظل هو شابا وسيما) والتي تلخصها في هذه اللائحة: فهي تتناول أكلا عضويا، قبل وقت طويل من بداية عملها كعارضة أزياء، وتتناول ثمرة أفوكادو يومياً، تقوم بتقشير إسبوعي بزيت الزيتون والسكر، وتمارس الرياضة لكن بدون مبالغة، وتتداوى من الأمراض كلما أمكنها بالوصفات والأدوية البديلة. إلا أنه لا يزال لديها أسرار أخرى كثيرة، أولها أنها قاربت على الـ 60 عاماً بدون زيارة لجراح تجميل. وتقول روسي: ” لم أقم بأي شيء، لكن هذا لا يعني أنني لن أفعل أبداً. ربما رفع للرقبة ليحسن خط الفك، سيكون لطيفاً. المشكلة هي أنني لا احتفظ بالمال أبداً وأفضل صرفه على المعارض الفنية المفضلة لدي، والتي أمولها بنفسي”.

للاحتفاظ بصحتها الذهنية، تعترف روسي :”أقوم أحياناً ببعض التأمل ليلاً، إلا أنه ليس منتظماً للغاية. لكنني ذات طبيعة تأملية. ليس لدي تلفاز وأحب أن أكون في صمت، أعمل على مشاريعي. يمكنك القول بأنني أقوم بتأمل نشط. حيث أكون حاضرة ومركزة فيما أفعل. عندما تلتقط صوري لا يكون هناك وجود للوقت أو المكان. نفس الشىء عندما أقوم بأشياء بيدي مثل السيراميك، أو الخياطة أو البستنة. هذا يعطيني نوعاً من السلام لم أتخيل أن له وجود عندما كنت شابة. اكتشفت أن لا شىء أهم من أن تكون هنا والآن”.

وتشمل حميتها الغذائية على الكثير من الأشياء الأخرى بجانب الأفوكادو، فروسي لا تهتم فقط بما تأكل ولكن من أين يأتي هذا الطعام، والطريقة التي زرع بها وكيفية طبخه. وتقول :” أعتقد أنه يجب أكل كل شيء. أذهب دائماً لأسواق المزارعين لأتجنب الأكياس البلاستيكية والتسميات، والتي أكره أن أراها في الفواكه والخضروات.. تناول الطعام العضوي كان سياستي دائماً، وأفعل ذلك دائماً. أولاً، لأن في كورسيكا، زرع أجدادي الأشياء بطريقة طبيعية وبعدها، عندما كنت في باريس، لأنني كنت أشتري من محل بهذا الطبع كان قريباً من منزلي. أنا واثقة مما نأكله. أحب الأطعمة الملونة، بالحدس، اعتقدت دائماً أن الدهون ليست سيئة، لكن السكر كذلك. والآن اكتشفت أن دهون معينة مفيدة للغاية للجسم. تقريباً لم أتناول أبداً خبزا، أو منتجات الألبان أو الأغذية المصنعة وأطبخ كل يوم، كما أنني لا استخدم المايكروويف لأنني لا أحبه. لم أتناول أبداً المشروبات المنعشة. بعض النبيذ من وقت لآخر. في النهاية اكتشفت الويسكي وأحببته، ونفس الشىء للشيكولاته السوداء، والكاكاو، والسلامون، والسردين، والمحار، وكبد الحوت، والمكسرات، والزيتون والفاصوليا.. كل ذلك يعد جزءً هاماً من حميتي الغذائية. ومن وقت لآخر اتناول بعضاً من اللحوم الحمراء، لكن من المزارع، واشكر الحيوانات التي تقدمها لنا. لدي علاقة بدائية قليلاً مع الطعام، أنا شاكره له، أقدره وأحرص على عدم إضاعته، لأن هناك فقر كثير في العالم”.

سئلت تلك العارضة عن روتينها الصحي اليومي في اليوم العادي. فقالت:”استيقظ في السادسة صباحاً وأمدد جسدي لأشعر بأنني حية. أشرب كوبا من الماء الدافيء مع الليمون أو شاي أعشاب، إذا أردت، يمكنني السير بمحاذاة الشاطيء، عند الشروق، أو أركب العجل أو أمارس اليوجا بعد الإفطار، ثم استحم وأنظف المنزل. أعمل على مشاريعي. أطبخ طعامي في منتصف اليوم. أعود للعمل. وعند الغروب أعود للشاطىء للسير بجانب المياه، أثناء غروب الشمس. وأحياناً، بعد الذهاب للسرير أقوم ببعض أوضاع اليوجا أو شيئاً من التأمل واستحم. استحم مرتين يومياً، والذي ينتهي دائماً بمياه باردة. لا استطيع النوم بدون هذا الروتين الذي يجهز جسدي للراحة. وسلوكي عندما أكون في السرير هو الامتنان لليوم الذي حظيت به وفضول لما سيحدث غداً”.

رؤية الغروب ليس شيئاً متاحاً دائماً في المدن الكبير، كما عرفت روسي. وتقول عارضة الأزياء: “حاولت دائماً العيش بأماكن هادئة، حتي في المدن الكبيرة. في منهاتن، عشت مواجهة لتمثال الحرية، فوق المياه، في الدور الـ35 لمبني من عام 1900، المحيط ( 1، الشارع الغربي)، ملاذ حقيقي مع شروق رائع وغروب للشمس. في باريس، عشت قرب قناة سانت مارتن، في الدور الأخير، بالقرب من متنزه حيث كان بإمكاني رؤية المدينة بأكملها. اينما أذهب، احاول الاستقرار في مكان أكثر هدوءاً قدرالإمكان وبالقرب من مياه. نشأت على شاطيء في كورسكا، لذلك كل الأماكن التي أبحث عنها دائماً متصلة بطفولتي. فبالنسبة لي من الهام العودة لأصولك، أحب البحر كثيراً وأحاول رؤيته كل يوم. في مدينة كيب تاون، جنوب أفريقيا، عشت على الشاطيء وفي ماليبو أيضاً. أنام على أصوات الموج. وهذا ما أعتبره رفاهية.منزلي، شقتي أيضاً مكان تقاعدي وملاذي. إذا كانت روحي سعيدة، سينعكس هذا على جسدي”.

يأتي العيش على الشاطيء مع الحديث عن حماية من الشمس، كواحدة من أكثر العوامل المؤدية للشيخوخة المبكرة للجلد. على الرغم من عدم افتقاد المتطرفين، ممن يقلدون عادة دراكولا ويعتقدون أن أي تواصل مع أشعة الشمس يمكنه تفكيكهم. “أحب الشمس، ولا يهمني تركها لبعض النمش. لا أعتقد أنه من الضروري أن تبدو أشبه لمصاصي الدماء لتهتم بجلدك. منذ أعوام كثيرة مضت، كان لدي حساسية من الشمس وحساسيات الربيع لم يشفوا، وكان على أن أغطي جسدي من رأسي حتى قدماي. مررت بمحاولة تحرش جنسي من قبل شخص اعتبرته صديقاً، أدت لمشاكل في رحمي. وهنا اكتشفت الدواء البديل، ومنذ ذلك، مضي 35 عاماً بدون أن أتناول أدوية وألجأ دائماً للوصفات الطبيعية. لا استخدم كريم لاسمرار البشرة. أصنع الكريم الخاص بي مع زيت حنين القمح، زيت بذور الجزر وزيت التوت. وأظل في الشمس من 15 دقيقة لنصف ساعة يومياً. ليس أكثر”.

عند التحدث عن مستحضرات التجميل، تعترف يازيمينا بأنها تعمل الآن على خط منتجات للعناية بالبشرة، وفقاً لفلسفتها، طبيعي وبيئي. قالت:” استخدم الصابون ومنظفات طبيعية. ومرة في الأسبوع، أقشر وجهي وجسمي بزيت زيتون، بذور العنب أو أركان مخلوط مع السكر. أحب كثيرا منتجين بارزين هما: Skin de My Lindstromو VeridattK، وهما ما اكتشفتهما عندما كنت عارضة لتلك الماركات وتم إهدائهم لي. شىء آخر أقوم به عادةً، إعداد أقنعة للوجه من الفواكه أو المنتجات الطبيعية”.

بالنسبة لروسي، أكبر خطأ يتم ارتكابه فيما يخص الجمال هو ” المكياج الزائد، الذي يغطي الجلد. عندما التقط صور لنساء، أحب أن يكن عاريات”، ولهذا في الكثير من المرات تبدو تلك العارضات وأنا أيضاً بشكل لطيف للغاية. أعلم كيفية استخدام الضوء حتى لا احتاج لإعادة تعديل الصورة كثيراً. أحب البساطة، حتى في الرقي، اعتقد أن استخدام المكياج كثيراً يقتل بريق البشرة. وحدث معي نفس الشيء، عندما أغطي بشرتي لا أشعر بنفسي. وهذا يعمل في كافة النواحي، مع الملابس أو السلوك. فالزيادة تقتل الرقي والأسلوب. أشعر بأنني مثيرة أكثر وأنا عارية تحت ثوب طويل، على عكس الملابس الضيقة للغاية، والتي تلتصق بك كجلد ثاني ولا تترك مجالاً للتنفس. في الماضي، كانت الثياب الواسعة رمز لحقبة، وتدور حول الجسد. أحب هذا النوع من الملابس، التي تتصل أكثر بجانبي الحالم وجوهري الإلهي”.

سؤلت روسي عن سر شبابها الأبدي، فقالت: “أن يكون لديك روح سعيدة في جسد فضولي مع قدرة على التعجب والامتنان”.