الأحد، 1 نوفمبر 2015

لبنانية تستبدل زوجها وأولادها بعامٍل أجنبي … تفاصيل ليلة الهروب الى أحضان العشيق!!


في ذلك الصباح المشؤوم٬ استفاقت العائلة على وقع حادٍث مثيٍر للريبة. “ماما أمل” فقدت من المنزل وطفلتها الصغرى تصيح باحثًة عنها. الجميع تساءل اين هي؟ عّل ضيًما أصابها أو مكروًها؟ هاتفها عشوائياً.


في اليوم التالي٬ تلقى المحامي زياد زوج المفقودة اتصالاً المحمول خارج التغطية. ما تبقى من أغراٍض في خزانتها٬ مبعثٌر خارجياً. انها الزوجة تبّشره بهروبها مع حبيبها العامل الاجنبي بدافع الحّب. يروي زياد تفاصيل القصة: “الحكاية بدأت حين استقدمت عاملاً اربعة اولاد٬ اربع ضحايا أجنبياً للعمل معي منذ 5 سنوات.

كان اميناً ونشيطاً في العمل ما دفعني الى اعتباره اهلاً للثقة حيث كنا نتبادل وجهات النظر وكان يشرف على العمال وينقل اليهم التوجيهات. زياراته المتكررة الى المنزل ساهمت في تعّرفه على العائلة٬ لكنه كان دائماً متحفظاً ويتعامل مع الجميع بمسؤولية. لم الحظ ابداً اي علاقة مشبوهة بينه وبين من كانت زوجتي٬ رغم انها كانت تتحدث عنه دائماً بشغف٬ الا انني لم اتوقع يوماً ان يحصل ما حصل”.

ويضيف: “كان قد طلب مني اجازة لمدة اسبوعين٬ نظراً لرغبته في زيارة موطنه والاطمئنان على صحة اهله. فبادرت بالموافقة واستفقت بعد ايام عدة لاجدها هاربة معه٬ تاركًة وراءها 4 اولاد احدهم لم يتجاوز عامه الخامس. وصلني الخبر منها شخصياً حيث اتصلت تبلغني بما فعلته٬ متذّرعًة بما يسمى (الحب).

الصدمة كبيرة طبعاً٬ لكنني مرتاح الضمير٬ فلم اتعامل معها يوماً بطريقة فوقية٬ بل كانت مدللة ومرفهة مادياً ومعنوياً ولم تشك من سوء”. ويعتبر ان “الضحية الاساسية كانت عائلتها التي تبّرأت منها نظراً للعار الذي سببته لهم٬ خصوصاً اننا في مجتمع شرقي وبالتالي ارى ان ما فعلته انعكس سلباً عليها بالدرجة الاولى وقضى على مستقبلها الشخصي. العامل الاجنبي هو الشخص الوحيد الذي يحميها اليوم٬ وفي حال تخلى عنها ستواجه مصيراً اسود. اما الاولاد فيزورون طبيباً نفسياً لمساعدتهم على تخطي هذه الازمة رغم ان ما حصل ادى الى تأخرهم مدرسياً٬ لكنني أساعدهم في جميع اعمالهم ولا خوف على مستقبلهم٬ فطبيعة البشر في النهاية تميل دائماً الى الانتقاد السلبي والتهكم٬ وهذا الامر صار وراءنا منذ زمن”.

وعن امكان زواجه مستقبلاً يؤّكد “انني لن اقدم على خطوة كهذه٬ ليس لانني لم اعد اثق بالمرأة٬ بل لانني قررت العيش من اجل اولادي الذين سيتأثرون حتماً سلباً في حال اقدمت على هذا العمل. ولا انكر هنا الدور الايجابي الذي تؤديه المستخدمة المنزلية في اضفاء روح ايجابية في المنزل٬ رغم ان ألسنة الناس طالتها ايضاً منذ اليوم الاول للحادثة٬ حيث بدأت الاقاويل الفكاهية تشجعني على الزواج منها للثأر من طليقتي والتخلص من مظاهر الوحدة والحزن”.

عملية انتحارية شجاعة يشير الدكتور في علم النفس الاجتماعي هاشم الحسيني الى ان “هروب المرأة من منزل الزوج مع رجٍل آخر وتخليها عن اولادها ما هو سوى حالات فردية يجب بحثها بدقة ولا يمكن اعتبارها ظاهرة عامة. الا ان التوصيف المثالي لهذه الحالات يعطيها لقب العملية الانتحارية الشجاعة”. 

ويرّجح السبب الرئيسي الذي يدفعها الى القيام بهذا العمل “الى خلٍل ما موجود في العائلة يتأرجح بين عدم اشباع رغبات الزوجة من النواحي العاطفية أدت الى انسياقها وراء أهواء محّرمة٬ او عدم قدرتها على التكيف عاطفيا مع الزوج الذي لا يثيرها٬ فتبحث عن اقرب فرصة ممكنة للتخلّص والانتقام منه نظراً إلى فشل العلاقة واضطرارها الى قضاء سنوات عمرها الى جانب شخٍص لا تتحّمل وجوده٬ لكنها بذلك تنتقم من نفسها قبل اي احٍد آخر. هنا يجب الاشارة الى ان الزواج قد يكون قائماً بحد ذاته على اسس مصلحية ومادية٬ قد تزول مع الوقت”. ويلفت الى ان “الزوج قد يتحمل مسؤولية ما يحصل في حال بادر في خيانتها٬ او تعامل معها بطريقة مسيئة لشخصها٬ كالتعنيف والتهكم والحّدة٬ او باعتبارها مجّرد (سلعة) موجودة في المنزل. الا ان ذلك لا يشّرع لها ما قامت به٬ فيمكنها الانفصال عنه بكل بساطة٬ ومن ثم البحث عن علاقات جديدة تحفظ لها ماء وجهها.

اما الافتراض الاكثر جدلاً٬ فهو الانحدار الاخلاقي الذي قد تعانيه الزوجة ومسؤولية الاهل هنا تكمن في عدم تربيتها وفق القيم والمبادئ الصالحة. اما الاعتقاد ان الزوجة اغرمت بالعامل وعشقته٬ فيبقى ممكناً٬ خصوصاً في حال تقّدم الزوج بالعمر والصفات الشخصية الايجابية التي قد يتحلى بها منافسه على صعيد العمر والبنية حتى وان كان مجّرد عامل”. الملاك يقتل الشيطان يؤّكد الدكتور حسيني على ان “الاب هو الضحية الاولى الاكثر ضرراً من هذه الحادثة٬ وهو في حال استطاع رؤية الزوجة مجدداً قد يقدم على عمل جنوني وينتقم منها وفق مبدأ ان الملائكة تحارب الشياطين وتنهيها٬ خصوصاً ان العقلية الذكورية السائدة في المجتمعات الشرقية تشجع الرجال على الثأر. الاولاد يأتون في المرتبة الثانية٬ حيث من الطبيعي ان يقوموا بنكرانها وعدم الاعتراف بها مجدداً٬ هي التي قطعت كل الجسور مع مجتمعها”.

ويضيف: “من ابرز المشاكل النفسية التي قد يعانيها الاولاد هي الاضطرابات في الشخصية٬ خصوصاً اذا كانوا صغاراً في السن او مراهقين. وهم لن يلبثوا في اخفاء ما حصل عن محيطهم المدرسي والاصدقاء وسيعيشون دائماً هذا الهاجس”. “فتحة” بـ”كسرة” أي “معِّنفات”. والتعنيف النفسي يصنف دائماً كاقصى مراحل الجور. الحب ايضاً ضحية.

انه دائماً تصّنف النساء في المجتمع اللبناني كمعّنفات. بعضهن تصلح عليهن هذه الصفة٬ وبعضهن الآخر يستحسن بهم استبدال الذريعة لكل من اراد التهّور… ولو ان الحب ينطق. نصائح وحلول يلفت الدكتور الحسيني الى ضرورة السير في منهجّية عمل واضحة في حال شهدت العائلة واقع انفصاٍل مفاجئ ومترافق مع احداٍث ينبذها المجتمع. • الأمثل اعتياد الزوج والأولاد على الواقع كما هو لأنهم لن يستطيعوا تغيير تفاصيل القّصة ومجرياتها. المواجهة تتّم من خلال إثبات الذات اجتماعياً ومهنياً٬ وعدم التأّثر بالأحكام التي تبقى في النهاية مجّرد كلام. • سرد القّصة كاملة التفاصيل الى الأولاد٬ دون التشهير بالأم أو تبرير فعلتها لأن في كلتا الحالتين انعكاٌس سلبٌّي عليهم. • ضرورة زيارة أطباء نفسيين لتفادي الاضطرابات التي قد يعانون منها كٌّل بحسب فئته العمرّية. 

في حال تلّمس الأب انعكاساً سلبياً على الأولاد يستحسن نقل مكان السكن الى محيطُمدني جديد للقضاء على الارتدادات السلبّية لنظرة المجتمع الى العائلة٬ الا ان هذا الحّل مكلف مادياً وليس سهل التنفيذ. تصّنف النساء في المجتمع اللبناني كمعَّنفات. بعضهّن تصلح عليهّن هذه الصفة٬ وبعضهّن الآخر يستحسن بهّن استبدال “فتحة” حرف النون بـ”كسرة”. انهن “معِّنفات”. والتعنيف النفسي يصّنف دائماً كأقصى مراحل الجور. الحب ايضاً ضحّية. انه دائماً الذريعة لكل من اراد التهّور… ولو ان الحب ينطق.